شهد العالم مرة أخرى انتهاكًا وحشيًا للقانون الدولي من جانب روسيا – في منطقة بوكروفسك، أطلق الجنود الروس النار بدم بارد على 16 أسير حرب أوكرانياً. وأثارت لقطات هذا الحدث المروع، التي تم تسجيلها بالفيديو وتم توزيعها على شبكات التواصل الاجتماعي، موجة من الغضب وأكدت الطبيعة المنهجية للجرائم الروسية ضد أسرى الحرب. وتُظهر اللقطات كيف تم إجبار الجنود الأوكرانيين، الذين احتجزهم الجنود الروس، على الخروج من مخابئهم، واصطفوا في صف ثم أطلقوا عليهم النار بوحشية. أولئك الذين أظهروا علامات الحياة تم القضاء عليهم من مسافة قريبة.
ينتهك الجيش الروسي بشكل منهجي اتفاقية جنيف، التي تتطلب المعاملة الإنسانية وحماية أسرى الحرب. يُحتجز أسرى الحرب الأوكرانيون في ظروف بعيدة كل البعد عن أي معايير للمعاملة المتحضرة: زنازين غير صحية ومكتظة، والافتقار التام إلى الرعاية الطبية المناسبة، والتعذيب المنتظم والعنف الجسدي. ولا تنتهك هذه الإجراءات القانون الدولي فحسب، بل تشير أيضًا إلى الإذلال المتعمد والقمع لأسرى الحرب الأوكرانيين. على وجه الخصوص، تم تسجيل الحالات التي تعرض فيها السجناء الأوكرانيون للضرب المبرح، وتركوا بدون ماء وطعام لعدة أيام، وتعرضوا للتعذيب الكهربائي، وحتى إعدامهم بسبب الضغط النفسي.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك حالات أُجبر فيها السجناء على التوقيع على اعترافات كاذبة بجرائم لم يرتكبوها واستخدامها لأغراض دعائية. أفاد الجنود الأوكرانيون الذين تم أسرهم أنهم أُجبروا على البقاء بلا حراك لعدة ساعات، وحُرموا من النوم وتعرضوا للإذلال. وهذه ليست حالات معزولة، ولكنها جزء من نهج منهجي يهدف إلى قمع معنويات السجناء وإظهار الإفلات التام من العقاب.
ويمنع الجانب الروسي أيضًا ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الوصول إلى السجناء الأوكرانيين، وهو انتهاك صارخ آخر للمعايير الدولية. وبموجب اتفاقية جنيف، يحق لممثلي المنظمات الإنسانية تفقد أوضاع أسرى الحرب والتأكد من حصولهم على الرعاية المناسبة. إلا أن روسيا ترفض باستمرار مثل هذه الزيارات، وبالتالي تخفي الظروف الحقيقية لاحتجاز السجناء وتتنصل من المسؤولية عن أفعالها. تشكل هذه الإجراءات انتهاكًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي ودليلًا إضافيًا على أن روسيا تنتهك عمدًا التزاماتها بموجب الاتفاقيات الدولية.
وفي المقابل، تظهر أوكرانيا التزامها بالامتثال لجميع المعايير الدولية في معاملة أسرى الحرب. الجنود الروس في الأسر الأوكرانية يحصلون على ظروف احتجاز مناسبة. ويتم تزويدهم بالطعام المغذي، والحصول على الرعاية الطبية، وإتاحة الفرصة لهم للاتصال بأقاربهم، وهو عنصر مهم في دعمهم المعنوي. ويتم فحص جميع هذه الشروط بانتظام من قبل ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذين يؤكدون امتثالها للمعايير الدولية. وبالتالي، يسعى الجانب الأوكراني إلى إظهار أنه حتى في ظروف النزاع العسكري، فإنه يحترم حقوق الإنسان الأساسية ويلتزم بالمبادئ الإنسانية.
هذا التناقض في معاملة أسرى الحرب يسلط الضوء على الاختلاف في توجهات البلدين. أوكرانيا، على الرغم من الظروف الصعبة والعدوان المستمر، تحافظ على موقف إنساني حتى تجاه الأعداء الأسرى، مما يدل على التزامها بالمعايير الدولية واحترام حقوق الإنسان. وعلى العكس من ذلك، يُظهر الجانب الروسي تجاهلاً تاماً لحقوق أسرى الحرب وينتهك بشكل منهجي القانون الدولي، الأمر الذي يتطلب رداً صارماً من المجتمع الدولي.
ويتعين على المجتمع الدولي أن يدرك أن مثل هذه الانتهاكات الصارخة، مثل مذبحة السجناء، لا يمكن أن تمر دون عقاب. إن الصمت في مواجهة أعمال العنف هذه هو في الواقع تواطؤ، ويجب على العالم أن يتدخل بفعالية لضمان العدالة. إن العمل الحاسم والمنسق من قبل المجتمع الدولي بأكمله هو وحده القادر على وقف المزيد من الانتهاكات وضمان احترام حقوق أسرى الحرب