نوال السباعي
من أعظم الأهوال التي نزلت بنا في أيامنا هذه .. هي خديعة الشعوب في منطقتنا، وخاصة الإخوة الفلسطينيين -على وجه التخصيص- بإيران..
اِنخدعوا بخطابها الجهادي.
اِنخدعوا بذرائعها في المقاومة والممانعة.
اِنخدعوا بأنها تساند المقاومين في غزة وفلسطين.
وبأنها تعمل لخدمة القضية الفلسطينية… وأنها “”وحدها”” التي قاتلت وتقاتل معهم!! وأنها “”وحدها”” التي قدّمت وتقدم لهم السند والمعونة!!
نسوا على سبيل المثال.. صواريخ صدام!!
نسوا على سبيل المثال.. حرب الاستنزاف التي تلت حرب تشرين في سوريا.
نسوا على سبيل المثال.. كل ما قدمه المصريون والجيش المصري في حرب ال73..
نسوا تضحيات كتائب من المغاربة الذين قدموا إلى فلسطين وتخومها لقتال الصهاينة.
نسوا كل ماقدمه حكام العرب من مساعدات خفية وعلنية ..وما زالوا يقدمونه للفلسطينيين وهم صامتون.
نسوا ما قدمته تركيا وما قامت به لفكّ الحصار عن غزة في حينه….
نسوا كل ما ذاقته هذه الشعوب من ويلات على طريق فلسطين والقدس.
وذلك دون أن نهمل قيد أنملة .. الخيانات والعمالات والانصياع لإرادات المستعمرين عبر الاتفاقيات السرية والعلنية التي تكبِلُهم بِذُلِهِم وخَورهم وجُبنهم وعَجْزِهم عن الفعل الحقيقي.
ما من مصيبة نزلت بنا في الآونة الأخيرة .. كهذه الخديعة التي أصابت الفلسطينيين على وجه التخصيص، ومعهم الملايين من عَبَدَة الإعلام الخادع المنافق الذي يخلط الحقّ بالباطل وهو يعلم!!
يظنون أنه يمكن نصرة حقهم الأبلج بهذا الباطل المُتلون ، ويقولون لعل وعسى!!!
الملايين التي خرجت ثائرة في مختلف بلاد المنطقة العربية، هي التي ساندت القضية، وهي التي رفعت في ثورتها أعلام فلسطين.
الملايين التي قُتلت على مذبح القضية، وفي الطريق إلى حل القضية عبر ثورتها .. هي التي نصرت القضية.
أنهار الدماء التي سالت من أجساد المُعذبين الذين ثاروا من أجل الخلاص.. هي وقود المصباح الذي يضيء لنا طريق حلّ القضية.
ومن أجل ذلك، حوربت الثورة، وقُمِعت، وذُبح أهلها، وقُتِّلوا تقتيلا.
اِلتباس الحق بالباطل، مصيبة كبرى وهلاك ودمار.
اِلتباس الحق بالباطل، اليوم، هو من أكبر النَّكسات التي أصابتنا على الإطلاق.
“الطريق الإيرانية إلى القدس”، طريقٌ معطلة مقطوعة ، لأنها قامت على باطل وإقصاء ودعوة جاهلية طائفية تطفح بالأحقاد التاريخية المُستدعاة من قبور الهالكين.
ولأنها اِستغلت القضية وأهلها ومعهم مئات الملايين … لخدمة مآربها في السيطرة على المنطقة وإخضاع شعوبها وتغيير هويتها بسطوة الإعلام، أم بسلطة العسكرة..
“الطريق الإيرانية إلى القدس”.. طريق مسدودة، ملتوية، تحفّها الجُرف الهاوية والعوائق الجهنمية، لأنها محفوفة بالباطل وبالشبهات وبخدمة دولة إيران على حساب الأمة جمعاء، وليس خدمة القضية ولا أهلها ولا القدس.
كان بإمكان إيران أن تقود معركة الأمة لنصرة فلسطين لو تمتعت آياتها بأدنى درجة من المصداقية والتفكير في خدمة الحق والنزاهة في مساعدة فلسطين ، ولكنها أبت إلا أن تقود الأمة وعلى رأسها الفلسطينيين أنفسهم إلى طامّة .. ليس لها من دون الله كاشفة!
الحق لا ينتصر إلا بالحق..
الحق… لاااااااا ينتصر إلا بالحق.
شدة الألم واللأواء والمحنة لا تُبرر لأحد أن يُلبس حقّه بالباطل.
المصدر: مدونة الكاتبة