احتدمت وتيرة الصراع والاستفزازات العسكرية بين القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي من جهة والمليشيات الإيرانية وقوات تابعة لنظام الأسد شرق سوريا.
بدورها، تبنت مجموعة تطلق على نفسها “المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية” استهداف قواعد الشدادي وكونيكو والعمر التابعة للتحالف الدولي شرقي سوريا.
ونهاية شهر أكتوبر الفائت وفي مقابلة له مع قناتي السورية والإخبارية السورية قال الأسد إنه لن “يمارس العنترية ويُرسلَ جيشه ليحارب الأمريكان شرقي سورية” لكنه أشار للمقاومة الشعبية التي قد تتشكل ضدهم.
وتحدث الأسد من جديد في مقابلته مع قناة RT24 عن المقاومة ضد الأمريكان وقال إن الوجود الأمريكي في سورية سوف يولّد مقاومة عسكرية تؤدي إلى خسائر بين الأمريكيين وبالتالي إلى الخروج الأمريكي.
وطرحت وسائل إعلام موالية احتمالاتٌ عديدة تنطلق بدايةً من أن الأسد لن يضع بقايا جيشه في مواجهة القوات الأمريكية الضاربة ولكن، هنالك إمكانية لتشكُّل خلايا مقاومة شعبية في مرحلة ما.
الأكاديمي والباحث السوري د. محمود الحمزة قال لموقع غلوبال جستس سيريا نيوز إنه “بالنسبة للصراع الأمريكي الإيراني شرق سوريا أعتقد أن الأمريكان لن يفتحوا جبهة عسكرية كبيرة مع إيران، قد تكون هناك مناوشات، و قد يكون هناك قصف، فهناك هدف وراء هذا الموضوع وكل هذا التصعيد الذي يقوده الايرانيين ويرد عليه الامريكان هو إقناع السعودية على التطبيع مع اسرائيل فهذا هو الهدف الأكبر لامريكا، وإسرائيل يعجبها هذا الشيء، التي تريد تطبيع عربي مع اسرائيل”.
اتفاق أمريكي إيراني
واعتبر الحمزة أن “الإيرانيين بتقديري يتفقون مع الأمريكان في استمرار الفوضى في المنطقة واستمرار الصراعات والتوتر والقتال لأنه من خلال هذه الظروف يستطيعون أن ينفذوا مخططاتهم”.
ولفت الأكاديمي السوري أن “إيران تريد أن يبقى لبنان وسوريا واليمن والعراق دول فاشلة وهي تنهب خيراتهم وتنفذ مشروعها الفارسي ، لكن دول الخليج التي تريد تحجيم دور ايران في المنطقة و لا تتصرف بالطريقة الصحيحة *وقد تسرعوا في* دعوة الأسد للقمة، بينما كان يجب عليهم أن يفرضوا عليه شروطاً، فأما أن يحققها وهذا مستبعد بالطبع، وأما لن يكون هناك انفتاح عليه”.
وحول موقف الدول العربية من التطبيع حالياً أشار الحمزة إلى أنهم “اقتنعوا بعد مرور ثلاث أشهر تقريبا أن النظام ليس لديه أي نية للتعامل الجدي مع الدول العربية في الملف السوري، والأزمة السورية بالمناسبة حتى الروس منزعجين من موقف النظام السوري لأنه يخذلهم في موضوع المصالحة بين أنقرة والنظام وبين النظام والدول العربية.
وأوضح أن “النظام يضع شروط مسبقة على الاتراك وبالتالي الروس يعانون من هذا الموقف ويعانون من موقف الاسد مع الجامعة العربية”.
ويكمل بالقول “الوضع معقد. هناك تطورات تخص الموقف الأمريكي نسمع تصريحات وقرارات أمريكية رسمية ضد النظام وضد تجارة المخدرات والتطبيع، لكن بنفس الوقت هناك حشود عسكرية كبيرة لذلك هناك من يعتقد أن هناك حرب في سوريا”.
صراع تكتيكي
واعتقد الحمزة أن هذه الحشود تحد من الانتشار الايراني على الحدود السورية العراقية لكن بنفس الوقت لا يثق أن الامريكان لديهم خطة لحل الازمة السورية وتحقيق استقرار في سوريا لأن صراعهم مع ايران ليس صراع استراتيجي بل صراع تكتيكي، ونفس الشيء بالنسبة لإسرائيل. فهناك تكامل بالسياسة الأمريكية والاسرائيلية”.
وأعرب الحمزة عن أمله “بأن يكون هناك انفراج بالوضع السوري لكن إلى الآن لا توجد مؤشرات جدية ونظام الاسد عملياً منتهي هو ضعيف ومهترئ لدرجة هزة واحدة تدمر هذا النظام، لكن لا أحد يريد إسقاط النظام سوى الشعب السوري الذي انهكته الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والذي ابتلي بقيادة معارضة فاشلة’.
وختم الحمزة قائلاً “يجب على السورين العودة إلى أنفسهم وكيفية أعادة صفوفهم وبناء البيت الداخلي سياسيا واعلاميا وأن يكون هناك استراتيجية واضحة تصل الى العالم وبسبب الوضع المعيشي *الصعب جدا* و*خاصة في مناطق سيطرة* النظام بدانا نسمع بحركة اسمها عشرة آب وهم مجموعة من الشباب يبدو أغلبهم علويون وهم ايضا يريدون القيام بحراك سلمي”. ومن واجبنا الترحيب بهذا الحراك الشعبي ودعمه قدر الإمكان
وذكر الحمزة أنه “بالنسبة للملف الاوكراني فإن روسيا هي التي تقود الحرب في أوكرانيا وإيران تدعمها و تقدم لها المسيرات وبنفس الوقت تركيا تدعم أوكرانيا *في وقت* لها علاقات وصداقة مع روسيا، وامريكا هي اكبر للداعمين لأوكرانيا ضد روسيا وكل هؤلاء اللاعبين موجودين في سوريا.
وحول تأثير الوضع الاوكراني على الوضع السوري اعتقد الحمزة أنه لا يوجد تأثير في المجال العسكري أو الحل السياسي وهناك تأثير على الأمن الغذائي باعتبار صفقة الحبوب تم توقيفها وبالتالي سوريا تتأثر بنقص الحبوب والتأثير الاخر متعلق بنشاط مجموعة فاغنر التي كان لها دور كبير قبل التمرد في سوريا وكان النظام يضع آمال كبيرة على دور فاغنر لحماية نفسه لكن الامور اختلفت بعد تمرد فاغنر.
وأشار إلى أن التأثير الأكبر للملف الاوكراني في سوريا يأتي عن طريق الروس حيث سيتراجع دورهم في سوريا ولا يمكن ان تكون روسيا نشيطة عسكريا ولا اقتصاديا ولكن من جهة اخرى قد يزيد الدور الايراني وبالتالي لو ارادت الولايات المتحدة أن تصلح الوضع السوري فعليها الحد من الهيمنة الايرانية وحل مشاكل الشمال السوري ومشاكل الأمن القومي التركي والمساهمة في البدء بإعادة الاعمار والاستقرار بعد تسوية سياسية تحقق على الاقل جزء أساسي من مطالب الشعب السوري الذي ضحى بمليون شهيد وتم تدمير منازله و١٤ مليون سوري تم تهجيرهم من منازلهم نصفهم هاجر إلى اوروبا وبعضهم غرق في البحار، وهناك الآلاف تحت التعذيب عانوا كثيرا بسبب هذا النظام بسبب شخص الأسد المجرم.
إسرائيل مرتاحة لوجود الأسد
ونوه إلى أن إسرائيل مرتاحة لوجود الأسد وأمريكا لا تريد اسقاطه بل تريد تغير سلوكه وروسيا تدعم هذا النظام بكل ثقلها وإيران أيضا تدعمه ويبدو أن هذا النظام يقدم تنازلات لجميع الأطراف فهو باع نصف سوريا او كل سوريا بشرط أن يبقى في السلطة.
وعبر الحمزة عن قناعته في أن “سوريا ستتخلص من هذه العائلة القذرة عائلة الاسد ويبدأ الشعب السوري باستعادة حياته الطبيعية لأن السوريين دفعوا الثمن “ولا يوجد ثمن أكبر”، وبقي أن يحصدوا ثمار هذه التضحيات وهذا قد يحتاج لوقت وصبر واستعداد للمستقبل”.