التقى المبعوث الألماني إلى سوريا ستيفان شنيك، بالمنشق عن نظام الأسد الملقب بـ “حفار القبور” وسائق البلدوزر الذي كان معه في دمشق، وذلك في العاصمة برلين.
وفي تصريحات حصرية خص بها معاذ مصطفى موقع غلوبال جستس سيريا نيوز فإن اللقاء جرى بتنظيم من “المنظمة السورية للطوارئ”، وتم خلاله الاستماع عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام السوري.
وكان أول ظهور لحفار القبور عام 2020 حين أدلى بشهادته أمام القضاء الألماني حول انتهاكات الأفرع الأمنية التابعة للنظام التي عاينها قبل انشقاقه.
ووقتها استمعت محكمة مدينة “كوبلنز” غربي ألمانيا خلال الجلسة الـ31 لمحاكمة الضابط “أنور رسلان” لشهادة “حفار القبور”.
ولم تكشف المحكمة عن اسمه ولا هويته، ودخل القاعة متنكراً، ومخبئاً وجهه خلف قناع لم ينزعه طوال 3 ساعات أدلى بها بشهادته.
وأثارت شهادة ذلك الشاب كثيراً من الصدمة داخل قاعة المحكمة بين القضاة والصحافيين الألمان الذين كانوا يستمعون له، وأعادت إلى أذهانهم كثيراً من صور جرائم النازيين.
وذكر المنشق عدداً من صور الانتهاكات التي شاهدها وبقيت في ذاكرته كجثة إمرأة كانت في أسفل ردمة الجثث التي كان ينقلها لدفنها في مقبرة جماعية في دمشق، حيث كانت هذه الإمرأة تعانق طفلها الميت بين ذراعيها.
كما أن “حفار القبور” لم يتمالك نفسه أثناء سرده للقصة وانهار بالبكاء قبل أن تطلب القاضية الألمانية استراحة ريثما يستعيد أنفاسه ويتابع.
وأكد أيضاً أنه شاهد في إحدى المرات رجلاً بين كومة من آلاف الجثث، كان يتنفس حين أمر ضابط في النظام السوري بتسيير المجرفة التي كانت تحفر القبور الجماعية فوق جسده.
وأشار إلى أن أحد عناصر المخابرات جنده في عام 2011 مع ميليشيات الأسد وطلب منه أن يعد فريقاً من 10 إلى 15 رجلاً، مهمتهم مرافقة الشاحنات المحملة بالجثث أربع مرات أسبوعياً.
وأوضح أن عدد الشاحنات في كل نقلة كان يتراوح بين واحدة وثلاثة، بداخلها مئات الجثث المكدسة فوق بعضها، وأنه استمر بهذا العمل حتى عام 2017.
وأضاف أن الجثث لم يكن لها أسماء وبعضها كانت مشوهة بالأسيد، وكانت مجرد أرقام ورموز محفورة على جبين أو صدر الضحايا، وجميعها ملطخة بالكدمات أو الدماء وبأظافر مقلعة.
وقدر “حفار القبور” عدد الجثث التي كانت تنقل إلى المقابر الجماعية في كل نقلة، بين 300 و700 جثة، موضحاً أن الشاحنات التي كانت تنطلق إلى المقابر الجماعية بين الساعة الرابعة والخامسة فجراً من مستشفيات تشرين وحرستا ومزة العسكرية، إلى مقبرتين جماعيتين في القطيفة شمال دمشق، ونجها جنوبها حيث يتم تفريغ الجثث بشكل عشوائي في حفرة عملاقة عمقها 6 أمتار وطولها مائة متر، وقد يستغرق ملؤها قرابة الـ150 نقلة.