شدد رئيس الوزراء السوري الأسبق، الدكتور رياض حجاب، على أن رئيس النظام السوري بشار الأسد فقد شرعيته وصلاحياته ولا يمكن إعادة تأهيله.
وقال حجابفي لقاء حواري مع قناة الجزيرة دام ساعة تلفزيونية ضمن برنامج “الجانب الآخر” إن بشار الأسد يعتقد أن المجتمع الدولي والجامعة العربية يضطران للعودة إليه بعد أن انتصر -حسب زعمه- في الحرب التي شنها على الشعب السوري.
وأردف: “والحقيقة أن بشار لم ينتصر في هذه الحرب، بل ارتكب جرائم وفظائع بحق السوريين، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك استقرار في سوريا في ظل وجود هذا النظام في الحكم”.
وأشار حجاب إلى أن المرحلة المقبلة يمكن أن تحمل شيئاً ما بالنسبة للقضية السورية، في خضم الحراك الحاصل جراء التحولات الكبرى التي تحصل في العالم وعلى مستوى المشهد السوري منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، وانكفاء القوات الروسية في سوريا ومحاولات إيران لتوسيع نفوذها هناك، وتصعيد إسرائيل ضد الوجود الإيراني.
كذلك لفت حجاب إلى أن الواقع السوري اليوم صعب جداً ومؤلم، فهناك 5 جيوش على الأرض السورية، و4 حكومات، واحدة تابعة للنظام، وأخرى لـ”قسد”، والحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، وحكومة الإنقاذ التابعة لـ “هيئة تحرير الشام”.
وتابع: “بالإضافة إلى المعاناة الكبيرة للسوريين في المخيمات، هناك انهيار اقتصادي وتفكك في مؤسسات الدولة، يضاف إلى كل ذلك تبعات الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، وكان فيه تلكؤ وتقصير من منظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في مساعدة المتضررين السوريين”.
وأشار إلى بدايات الثورة السورية، وكيف لجأ بشار الأسد منذ الأيام الأولى للثورة إلى استخدام القوة والعنف ضد المتظاهرين الذين أكد حجاب أن مطالبهم كانت مشروعة، حيث كانت تتعلق بإطلاق سراح المعتقلين وتوفير فرص العمل.
وقال حجاب إنه انزعج من قصف دير الزور بعد تشكيل حكومته في يونيو/ حزيران 2012، وعندما استفسر من وزير الدفاع ورئيس الأركان أخبراه أن الأوامر بالقصف كانت تعطى للقادة الميدانيين مباشرة وتصدر من اللجنة الموجودة في القصر الجمهوري.
وأوضح أن ما أدهشه حينها أن بشار الأسد الذي طلب منه أن يتولى رئاسة الحكومة، وصف هذه الحكومة بأنها حكومة حرب.
وكشف أن النظام السوري له الدور الأكبر في حادثة تفجير مبنى الأمن القومي السوري، المعروف بتفجير خلية الأزمة في 18 يوليو/ تموز 2012، وكان الهدف الأساس هو العماد آصف شوكت، لأن بشار وشقيقه ماهر كانا يتخوفان منه.
وأضاف حجاب أنه بعد مقتل أعضاء خلية الأزمة تمت دعوته إلى لقاء في القيادة القطرية، وكان فاروق الشرع حاضراً وتحدث مع بشار عن أن منصبه كرئيس للدولة لا يمكن المساومة عليه، واقترح عليه إجراء إصلاحات كحل للأزمة السورية، لكن بشار انفعل من كلام الشرع، وقال: “هذه معركة ويجب الانتصار فيها”.
وبعد انتهاء اللقاء -يضيف حجاب- طلب منه بشار البقاء معه وأخبره أن الشرع أصابه الخرف وأثر عليه المرض، وأنه سيتم إعفاؤه من منصبه خلال شهر وسيتم حل القيادة القطرية.