سمحت اللجنة الأولمبية الدولية للرياضيين الروس والبيلاروس بالمشاركة في أولمبياد 2024 مرتكبة خطأ تاريخيًا مجددًا، الأمر الذي يجافي الصواب وقد يتسبب في مقاطعة الألعاب الأولمبية.
كانت روسيا تخترق المبادئ الأساسية المنصوص عليها في الميثاق الأولمبي، كما صار الرياضيون الروس محط فضائح المنشطات مرارًا وتكرارًا على مدى العقد الماضي. تعتبر روسيا الاتحادية الألعاب الأولمبية أداة للألعاب السياسية. ويشار إلى أن كل غزو عسكري تقريبًا شنته روسيا جرى قبل الألعاب الأولمبية أو بعدها مباشرة، كما كان الحال مع غزو أفغانستان وجورجيا في 8 أغسطس/ أيلول 2008 واحتلال شبه جزيرة القرم عام 2014 و، طبعًا، بداية الغزو الشامل في 24 فبراير/ شباط 2022.
يبرر أنصار مشاركة روسيا في الألعاب الأولمبية أن قيادة الدولة هي التي تتحمل المسؤولية عن الغزو في حين لا علاقة للرياضيين بسياسة الدولة. لكن الواقع ليس كذلك على الإطلاق.
على سبيل المثال، في عام 2021 حصدت روسيا 71 ميدالية في أولمبياد طوكيو 45 منها حصل عليها رياضيون ينتسبون النادي الرياضي المركزي للجيش الروسي التابع لوزارة الدفاع الروسية بصفتها مؤسسة مستقلة. وهذا يعني أن عددًا كبيرًا من الرياضيين الروس المشاركين في الألعاب الأولمبية عسكريون.
قد يحدث وجود الرياضيين الروس مقاطعة المشاركين في الألعاب الأولمبية. وفي هذا السياق، قال رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى سيباستيان كو إن الاتحاد يأخذ موقفًا ثابتًا من عدم قبول الرياضيين من روسيا وبيلاروسيا ولن يغير رأيه في حرمانهم من المشاركة في الألعاب الأولمبية في باريس عام 2024. كما تمانع عمدة باريس آن هيدالغو مشاركة الرياضيين الروس في أولمبياد 2024.
ولذا، السماح للروس بالمشاركة في الألعاب الأولمبية سيكون خطأ تاريخيًا مثلما حدث عام 1936 عندما أقيمت الألعاب الأولمبية في برلين عاصمة ألمانيا النازية. تواصل روسيا حربها العدوانية في شرق أوروبا آملة في الإفلات من العقاب. أما مشاركة الرياضيين الروس في الألعاب الأولمبية فقد تنظر روسيا إليها على أنها تعني إضعاف العزلة الدولية لروسيا، وذلك قد يكون دافعًا لمزيد من الأفعال العدوانية.