افتتاحية غلوبال جستس سيريا نيوز – خاص:
توّجت منظمة فريق الطوارئ السوري SETF سلسلة إنجازاتها بالكشف عن تفاصيل قضية الصحفي الأميركي كيفن دوز الذي ربح دعوى قضائية ضد نظام الأسد بمبلغ 50 مليون دولار، بعد انفرادها بدعوة الشاهد الملك قيصر وتقديم ملفاته الخطرة، وكذلك إحضار حفاري القبور، وما بينهما من أعمال بعضها أعلنته مثل جهودها في الكونغرس الأميركي، والكثير منها مما فضّلت عدم الكشف عنه حتى يحين وقته المناسب.
ومن بين أهم تلك الإنجازات كان كسرها لحصار مخيم الركبان، بالطريقة المبتكرة التي تستند إلى السياسي والقانوني والإنساني في الوقت ذاته، موظفة خبراتها وقدرات فريقها على تسخير كل ما يلزم من أجل تحقيق أهدافها.
وكانت المحكمة الجزائية الأمريكية قد قضت لصالح الصحفي دوز الذي اختطفته عصابات الأسد
على أحد حواجزها في مطلع الثورة السورية. وأصدرت المحكمة حكما بتعويض دو” بمبلغ 50 مليون دولار أمريكي، عقب رفعه دعوى الاعتقال التعسفي والتعذيب، ضد نظام الأسد.
وكانت ميليشيات الأسد قد اعتقلت دوز برفقة صحفي ومسعفين عام 2012 وأطلقت سراحه في عام 2016، بعد تعرضه لتعذيب شديد في الفروع الأمنية.
ويعتبر التعويض الذي حكم به للصحفي من ضمن مخصصات صندوق ضحايا الإرهاب الذي يموّل من أموال حكومة عصابات الأسد المجمدة في البنوك الدولية.
وبحسب شركة المحاماة والدفاع الأمريكية “Miller & Chevalier” فإن دوز مؤهل لتلقي التعويض من صندوق ضحايا الإرهاب الذي يتم تمويله من أموال النظام المجمدة.
وقال دوز الذي أصبح بعد خروجه من معتقلات النظام السوري عضواً في فريق الطوارئ السوري SETF إن فداحة جرائم الأسد في سوريا لا يمكن التقليل منها.
وأضاف في تصريحات خاصة لموقع غلوبال جستس سيريا نيوز في وقت سابق “رأيتُ كيف يراكم السجانون الجثامين فوق بعضها البعض، رأيتهم يعذبون الأطفال، واستمعت إلى الصرخات المدوية كل يوم وكل ليلة من زنزانتي”.
وتابع دوز“من الصعوبة بمكان تصوُّر أي حال سيكون عليه الأسد، أفكّر بكل يوم بقيت فيه على قيد الحياة، وأطلب من الله أن يبقى حيّاً كي ينال العذاب ذاته”.
أما المدير التنفيذي لفريق الطوارئ السوري SETF معاذ مصطفى فقد كشف عن دعم المنظمة للدعوى التي رفعها دوز ضد نظام الأسد، وللعمل القضائي ضد النظام بشكل عام.
وأشار مصطفى في حديث خاص لـ”غلوبال جستس سيريا نيوز” إلى أن فريق الطوارئ السوري SETF ساهم بعدة محاكم مدنية ضد نظام الأسد في الولايات المتحدة بشكل يسلط الضوء على جرائمه ضد السوريين وضد كل الجنسيات بما في ذلك المواطنيين الأمريكيين.
واعتبر مصطفى أن الدعوى التي رفعها دوز هي تذكير جديد بالمعتقلين في سجون نظام الأسد بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن.
بهذه البصمات التي تتركها منظمة SETF على القضية السورية بشكل متواصل، سيكون من الصعب على أي أحد إنكار جهودها الكبيرة، أو محاولة سرقة جهودها، كما يجري مع الأسف مع العديد من الأعمال الجماعية السورية وفي مختلف المجالات.
غير أن الإصرار على التميّز والتقدّم خطوة بعد خطوة، هو الرد الأمثل، كما أن الشراكات النزيهة التي يمكن أن تنشأ بين كل المخلصين في أعمالهم في سبيل خدمة القضية السورية واللاجئين السوريين، وأولئك الذين تعرضوا للاضطهاد والظلم على يدي الأسد ونظامه، هي الصيغ التي تدعم كل الأطراف وتقوي حضورها ودورها وتحمي استقلال قرارها باستمرار.
ترفع القبعة لمن يعملون في صمت وتواضع من أجل أهداف نبيلة، الذين نعرفهم وأولئك الذين لا نعرفهم والذين يقفون خلف الكثير من الأحداث المتميزة واللافتة التي تدور من حولنا، وتؤثر مع الوقت أكثر بكثير مما يفعل بعض السياسيين وتجار المواقف. وسيسجل التاريخ هذه التقدمات لتبقى خالدة لأصحابها ممن لا يبحثون عن شكر من أحد، ولا يمنّون بما يفعلون.