توجهات غريبة لبعض قادة أوروبا قد تشكل عثرة لطموحات أوكرانيا في الإنضمام إلى الناتو، وهنا نذكر برئيس الحكومة السلوفاكية، روبرت فيكو، و الذي قال “إن بلاده ستمنع انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلس (الناتو) ولن تزود أوكرانيا بالأسلحة. و بالنظر الى تصريحات رئيس الحكومة السلوفاكية نجدها لا تصب في مصلحة أوروبا بشكل عام، خاصة في ظل التهديدات الروسية المتزايدة، ليس فقط في أوكرانيا و لكن في كل أوروبا.
وفي نفس السياق يُظهر فيكتور أوربان أيضًا تحيزا لصالح موسكو، حيث منعت بودابست باستمرار انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، وفي ديسمبر 2023، استخدمت المجر حق النقض ضد تخصيص حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو.
إن اللغة الخطابية الرسمية في براتيسلافا وبودابست تشكل تناسق إيجابي مع خطط بوتين الرامية إلى تقسيم وإضعاف الغرب المتحضر. هذه الدول قريبة جدًا من الاتحاد الروسي وهي عرضة للتهديدات منه، لذا فإن هذا الموقف غير منطقي.
موقف براتيسلافا وبودابست يأتي في وقت يتحدث به المحللين والعسكريين عن احتمال الغزو الروسي لدول البلطيق – وقد بدأت هذه الأخيرة في بناء هياكل دفاعية على الحدود مع الاتحاد الروسي. ويتلخص هدف روسيا في إضعاف أوروبا من خلال تفكيك مؤسساتها التي تجمع كل الدول الاوروبية. وإذا أدرك بوتين أن الابتزاز يؤدي إلى تنازلات وحرمان أوكرانيا من عضوية حلف شمال الأطلسي، فإن الضغوط على الغرب سوف تتزايد، وفي ظل هذه الظروف، سوف تتزايد التحديات والتهديدات.
إن تصرفات الكرملين الرامية إلى الحد من الدعم لأوكرانيا تعمل على إضعاف الغرب من الداخل: إذ يستخدم بوتن أوربان وفيكو، اللذين يشكلان “حصان طروادة” في أوروبا، للتعبير عن الخطاب المناهض لأوكرانيا. وينبغي لأوكرانيا أن تتلقى إشارات مشجعة عشية انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن. حيث صرح الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، مرارًا وتكرارًا أن أوكرانيا تستحق أن تأخذ مكانًا بين الدول الأخرى في الحلف. وإن الحرب التي بدأها بوتين ستؤدي إلى توسيع حلف شمال الأطلسي لتوفير الامن و الحماية للقارة الاوروبية و الدول الأعضاء في الناتو.