لقد أصبحت روسيا بكل تأكيد دولة فاقت الدولة الديكتاتورية – عشية إعادة انتخاب بوتين، يتم تشديد الرقابة في الاتحاد الروسي ويتم قمع أي معارضة. ويؤكد بوتين نفسه، في كل فرصة، على أن الحرب سوف تستمر طالما بقي في السلطة، وبالتالي الفترة من 2024 إلى 2030 ستكون فترة من الاضطرابات وعدم الاستقرار.
قالت وكالة الاخبار البولندية تعليقا على ضغوط السلطات الروسية، التي أدت الى سحب ترشيح بوريس ناديجدين، الملقب بـ”المرشح صانع السلام” في الانتخابات الرئاسية الروسية المقبلة، بعد تزايد شعبيته بين الروس، أن المجتمع الروسي سئم الحرب بشكل ملحوظ، لكن بوتين يخطط لمواصلة هذه الحرب طالما أنه يمتلك الموارد اللازمة.
وعلّقت الوكالة انه حتى الترشيح الشكلي لبوريس ناديجدين، الذي أراده الكرملين لإثبات “الطبيعة الديمقراطية الوهمية للانتخابات”، لم ينقذ هذا المرشح من الاستبعاد، وتشير التقديرات إلى أن ملايين الروس يمكن أن يصوتوا لصالح “صانع السلام”، وهذه ضربة كبيرة لصورة بوتين.
مخاطر عودة بوتين
لفتت الوكالة البولندية ان في الدولة الروسية الشمولية، لا يستطيع الزعيم أن يحصل على أقل من 65% من الأصوات ـ وهذا هو الحد الأدنى المقبول. تعتبر بيلاروسيا مثالا كلاسيكيا: في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، يُزعم أن 80٪ من الناخبين صوتوا لصالح لوكاشينكو – وهذا تزوير واضح، وبعد ذلك بدأت الاحتجاجات العفوية، التي قمعتها قوات الأمن بلا رحمة، وبالتالي فإن الاكتشاف المفاجئ للتوقيعات “المرفوضة”، لترشيح ناديجدين كمرشح يشكل إشارة واضحة، إلى أن بوتين لن يتسامح مع أي شخص، يستطيع أن يتمتع حتى بالحد الأدنى من التعاطف من جانب الناخبين.
أن المجتمع الروسي سئم الحرب بشكل ملحوظ، لكن بوتين يخطط لمواصلة هذه الحرب طالما أنه يمتلك الموارد اللازمة.
وكشفت الوكالة إن إعادة انتخاب بوتين، والتي أصبحت أمراً لا مفر منه، تنذر بمجموعة كاملة من المخاطر والتهديدات بالنسبة للغرب. وفي جوهر الأمر، فإن المقابلة المثيرة التي أجراها بوتين مع تاكر كارلسون، ليست أكثر من بيان انتخابي موجه من قبل سيد الكرملين إلى الغرب، وفيه يعترف بأنه سيواصل الحرب، مما يثير الشكوك حول سيادة عدد من الدول، وليس أوكرانيا فقط. والواقع أن إشارات بوتين المتكررة إلى هتلر، مثيرة للقلق والانزعاج، فضلاً عن التلميح الواضح إلى أن بولندا شجعت ألمانيا على الهجوم في عام 1939. ويلمح بوتين بوضوح إلى أن فتح جبهة ثانية ضد أوروبا أمر أكثر ترجيحاً ــ والسؤال الوحيد هو ما إذا كانت روسيا تمتلك القدر الكافي من الموارد اللازمة للحرب، وليس من قبيل الصدفة أن يتم رفع لافتات “حدود روسيا لا تنتهي في أي مكان” في جميع المدن الكبرى في الاتحاد الروسي.
في الوضع الحالي لا ينبغي للغرب أن يعترف بشرعية بوتين، الذي حول روسيا إلى تهديد رئيسي للعالم المتحضر
وعلى نفس المنوال تخلص الوكالة البولندبة، فإن بوتين، بعد أن اغتصب السلطة في روسيا ودعا كذباً إلى المفاوضات والسلام، يستعد لمواجهة مفتوحة، والتي في نظره ينبغي أن تؤدي إلى انهيار الغرب الحضاري، وفي الوضع الحالي لا ينبغي للغرب أن يعترف بشرعية بوتين، الذي حول روسيا إلى تهديد رئيسي للعالم المتحضر، وتبقى العقوبات والعزلة الدولية، هي الحل الضروري لإضعاف الاتحاد الروسي بشكل شامل.