عقد قادة من الجيش الوطني السوري اجتماعاً في العاصمة التركية أنقرة مع رئيس جهاز المخابرات التركية إبراهيم كالن ومسوؤلين عن الملف السوري.
وتم في الاجتماع التأكيد من مستشار المخابرات شخصياً على أن تركيا لن تتخلى عن الثورة السورية وسوف تعالج مشاكل اللاجئين السوريين في الداخل التركي مع إصلاحات حقيقية بالمحرر لكافة المؤسسات الثورة السورية بما فيها الحكومة المؤقتة والائتلاف والجيش الوطني.
كما تعهد مستشار المخابرات على عقد اجتماعات دورية لمتابعة الملفات العالقة ومتابعة أوضاع السوريين.
وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن بلاده لن تغير موقفها من المعارضة السورية، في حال تم تحقيق تقدم في مسار التطبيع مع النظام.
وقال فيدان تعليقاً على تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن إمكانية دعوة بشار الأسد، لزيارة تركيا، وحول كيفية تنفيذ العملية، إن أردوغان “ينفذ دبلوماسية بشأن هذه القضية علناً وسراً على حد سواء ولفترة طويلة جداً”.
كما أشار إلى دور تركيا كوسيط في مناطق مختلفة من العالم، قائلاً إن “هذا في الواقع أكبر مؤشر على أن تركيا تسعى إلى تحقيق السلام والهدوء والاستقرار في المنطقة”.
وأشار فيدان إلى أن أردوغان يبقي دائما باب الحوار مفتوحا، بشكل مباشر أو غير مباشر، حتى في أصعب المواقف، وقال إن قناة الحوار مع النظام، التي بدأت بمختلف الأشكال منذ عام 2017، “يجب أن تصل إلى نتائج”.
ولفت الوزير فيدان إلى المحادثات التي أجرتها تركيا مع النظام السوري على مختلف المستويات من خلال روسيا وإيران منذ عام 2017، قائلاً: “لقد وصلت المنطقة الآن إلى مناخ يسعى إلى السلام والاستقرار، إن روح العصر تدفعنا إلى السعي لتحقيق السلام والاستقرار، ولذلك، فقد حقق رئيسنا رؤيته القيادية هنا، لقد وجه دعوة للسلام على أعلى مستوى، وهذه دعوة قيمة للغاية، وآمل أن يفهموا قيمة ذلك، وهذا ليس المكان المناسب لأي عجز أو ضعف”.
وأضاف أن أردوغان وجه هذه الدعوة باعتبارها انعكاساً لرؤيته للسلام، قائلاً: “هذه الدعوة دعوة مهمة، ونصيحتنا هي أن تأخذ هذه الدعوة بعين الاعتبار”.
وذكر فيدان أن هناك وضعاً معقداً للغاية في سورية في الوقت الحالي، وأن هناك حاجة إلى وقت جاد حتى لبدء الحديث عنه ومناقشة المشكلات بجدية، وشدد على أن تركيا تعتبر استقلال سورية السياسي وسلامة أراضيها وكذلك احتياجاتها الخاصة.
كذلك أشار فيدان إلى أهمية تطوير آلية الحوار الوطني في إطار المبادئ التي حددها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 والتوصل إلى حل يدعمه المجتمع الدولي.
ورداً على القول إن وجهة نظر تركيا بشأن المعارضة السورية تغيرت، قال فيدان: “نحن لا نغير موقفنا تجاه المعارضة السورية، القرار الحر والاختيار الحر للمعارضة أساسي في علاقاتها مع النظام”.
وذكر فيدان أن تركيا تقاتل جنباً إلى جنب ضد المعارضة السورية والتنظيمات الإرهابية منذ سنوات، وقال: “كدولة مخلصة وعظيمة، لا يمكن أن ننسى هذه التضحية”.
وأكد فيدان أن قرارهم هو نوع الحوار الذي ستجريه المعارضة السورية مع النظام السوري، وذكر أن المعارضة السورية تمنع المزيد من اللاجئين من القدوم إلى تركيا، وتمنع التهريب والجريمة المنظمة في المناطق التي تسيطر عليها.
وتابع فيدان: “مرة واحدة في الشهر، يتم القبض على خلية تابعة لداعش بالتعاون مع وكالة الاستخبارات وقوات الأمن لدينا، يتخذ هؤلاء الأصدقاء خطوات تخدم حقاً المصالح الوطنية لتركيا في العديد من القضايا، على حدودنا، وعلى الجانب الآخر من الحدود”.
وشدد فيدان على أن السياسات المتعلقة باللاجئين في تركيا لم تتغير على الإطلاق وأن إرادة أردوغان لا تزال كما هي، وقال: “لن نرسل أي شخص من هنا بالقوة إلا إذا كان طوعياً”.
وتوقع فيدان أن تلعب روسيا وإيران دوراً بناء في التطبيع مع النظام، وقال إنه ناقش هذه القضية مع نظيره السعودي وأن السعودية ستلعب أيضاً دوراً بناء.