شهدت مدينة قيصري في وسط تركيا، منذ مساء يوم الأحد، سلسلة من الاضطرابات والتوترات التي أسفرت عن اعتداءات على ممتلكات اللاجئين السوريين.
ووصفت هذه الحملة بأنها الأكبر التي تستهدفهم في المدينة، وجاءت نتيجة انتشار معلومات مغلوطة تتهم شاباً سورياً بالتحرش بطفلة تركية.
وأفادت مصادر محلية بأن المدينة شهدت حملات شغب وتكسير وخلع وتعدي على السيارات والممتلكات الخاصة بالسوريين، بعد انتشار مقطع مصور لشاب قيل إنه سوري يتحرش بطفلة تركية في أحد المرافق العامة، مما أثار غضب الأهالي وأشعل الأحداث.
وأعلن والي قيصري عن إصابة 5 من أفراد الشرطة خلال أعمال الشغب، ودعا المواطنين للعودة إلى منازلهم وترك الأمر للدولة التي ستتخذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المذنب حتى النهاية. كما أعلنت ولاية قيصري عن إلقاء القبض على شخص سوري بتهمة التحرش بطفلة، ووضع الطفلة تحت حماية الدولة.
من جهته، قال قائد شرطة قيصري، أتانور أيدين، لسكان الحي الذي شهد أعمال الشغب: “أعدكم بأنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات ضد هذا الشخص، بما في ذلك ترحيله. يرجى أخذ عائلاتكم والعودة إلى دياركم. سنفعل ما هو ضروري”.
بدوره، قال الرئيس أردوغان إن الخطاب المسموم للمعارضة أحد أسباب الأحداث المحزنة التي تسببت بها مجموعة صغيرة في قيصري أمس الأحد.
وأضاف لا يمكن تحقيق أي هدف من خلال تأجيج معاداة الأجانب وكراهية اللاجئين في المجتمع لافتاِ إلى أن اللجوء لسياسة الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية “عجز”.
وأصدرت مجموعة من منظمات المجتمع المدني التركية ذات التوجه الإسلامي بياناً حول أحداث قيصري قالت فيه إن ما حدث أمس في قيصري هو شهادة عار جديدة تدخل في سجل ناشري ثقافة الكراهية. وهذه الهجمات العنصرية باتت تتكرر بشكل منظم يهدد تركيا كلها.
وأضافت أن استهداف السوريين الذين لجؤوا لتركيا خوفًا من ظلم نظام الأسد وتعميم جرم ارتكبه شخص واحد عليهم هو فعل مشين وذنب عظيم وانتهاك للقانون.
ولفت البيان “ننبه الحكومة لضرورة عدم ترك هؤلاء العنصريين عديمي الأخلاق يستهدفون السوريين بهذا الشكل. إذا كانت تركيا “دولة عظمى” و”دولة قانون” فيجب محاسبة المخربين فورًا وبأقصى العقوبات”.
وأضاف “تتحمل الحكومة مسؤولية اتخاذ تدابير تحسن من معيشة اللاجئين وتضمن لهم العيش بشكل يليق بحقوق الإنسان”.