ظهر على الإنترنت مقطع فيديو يظهر قيام الجيش الروسي بإعدام 3 أسرى حرب أوكرانيين. وقعت جريمة الحرب هذه على خط التماس قرب بلدة رابوتيني بمقاطعة زابوريجيا ما يعتبر انتهاكا للمادة 3 من اتفاقية جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب ودليلاً على الطبيعة الإجرامية لروسيا. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن وسائل إعلام روسية تدعو الجيش الأوكراني إلى الاستسلام بينما تظهر من حين إلى آخر مقاطع فيديو على شبكة الإنترنت عن وقوع حوادث قتل أسرى الحرب الأوكرانيين بوحشية على يد أفراد الجيش الروسي. ولا بد من الأخذ في الاعتبار أن عدداً قليلاً فقط من مثل هذه المقاطع تظهر على الإنترنت.
وعلى النقيض ما يقوله أنصار بوتين، بات تدهور الجيش الروسي واضحاً، إذ زاد عدد جرائم الحرب بحق الأوكرانيين. ومن بين تلك الجرائم، إلى جانب قتل أسرى الحرب، استخدامهم كدروع بشرية أثناء تغيير تموضع القوات الروسية على طول خط التماس. بالإضافة إلى ذلك، زادت حالات استخدام الأسلحة الكيميائية حيث سجلت 465 حالة من هذا القبيل للجرائم منذ بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا و81 منها وقعت في ديسمبر من العام الجاري. وفي هذا الصدد فإن الجيش الروسي يعكس الفوضى والإجرام المنتشرين في روسيا. وكلما استُنزف الجيش الروسي وتكبد خسائر فادحة دون أن يحقق مكاسب على الجبهة، زادت الجرائم والعنف في ساحة المعركة.
ومن بين تلك الجرائم الوحشية التي ترتكبها روسيا جريمة اختطاف الأطفال من الأراضي الأوكرانية المحتلة مؤقتاً، وبالدرجة الأولى، من مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك. وحسب أمين المظالم في أوكرانيا دميترو لوبينيتس، يضع الروس قوائم جديدة للأطفال الأوكرانيين لترحيلهم أولاً إلى بيلاروسيا وثم إلى روسيا الاتحادية. في حين قد تم ترحيل زهاء ألف أوكراني صغير إلى أراضي بيلاروسيا قد يُنقلون لاحقاً إلى مناطق روسية مختلفة. ويشير ذلك إلى أن الرئيس البلاروسي لوكاشينكو يساند بوتين في اختطاف الأطفال الأوكرانيين. عموماً، قد اختطف الروس ما لا يقل عن 10 آلاف طفل أوكراني في الخريف من العام الماضي ورحلوهم إلى روسيا بحجة إعادة تأهيلهم. وفي كثير من الأحيان لا يعود الأطفال إلى أسرهم بعد ذلك. كما وقعت مؤخراً، لسوء الطالع، حالة وفاة بنت أوكرانية بالغة من العمر 12 عاماً توفيت على متن قطار روسي إذ لم تتلق مساعدة طبية ضرورية.
لقد أصبحت روسيا دولة إرهابية تمارس جرائم حرب وتستخدمها كأداة بتشجيع من القيادة الروسية العسكرية والسياسية. ولذلك، كل متورط في شن الحرب العدوانية وارتكاب جرائم الحرب يجب أن يعاقب وفقاً للتشريعات الأوكرانية وقواعد القانون الدولي.