أثار تطبيع الدول العربية مع رئيس النظام السوري بشار الأسد قلق ملايين السوريين الذين يقيمون في مخيمات النزوح قرب الشريط الحدودي مع تركيا.
ويوم أمس الأحد، أعلنت الجامعة العربية إعادة النظام السوري إليها، بعد أكثر من 12 عاماً من تجميد عضويته بسبب استخدامه العنف المفرط ضد المدنيين الذين خرجوا للمطالبة بالحرية والكرامة.
ومع تسارع عمليات التطبيع، يزداد المشهد السوري تعقيداً، كما أن المستقبل المجهول الذي ينتظر المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام السوري في إدلب وريف حلب بات هاجساً يؤرق الملايين هناك.
“جلوبال جستس سيريا نيوز” تجول في مخيم للنازحين قرب بلدة سرمدا القريبة من الحدود مع تركيا شمال إدلب، والتقى سوريين مهجرين من حمص وحماة.
وشكل التطبيع مع النظام السوري صدمة لجميع الذين قابلناهم، حيث أعربوا عن إحباطهم الكبير مما جرى في الجامعة العربية.
تساءل الستيني حسن عبد الواحد عن سبب تقارب الدول مع النظام السوري وحبها لبشار الأسد رغم كل الجرائم التي ارتكبها.
واستذكر عبد الواحد إلقاء البراميل المتفجرة على سكان مدن وبلدات ريف حمص، وقصف الغوطة الشرقية بالأسلحة الكيميائية.
وقال: “ماذا فعلنا لهذا العالم؟ 12 عاماً من الحرب والقتل والتدمير والتهجير، بدلاً من محاسبة المجرم تقوم الجامعة العربية بتكريمه، وإعادة العلاقات معه”.
وشدد عبد الواحد الذي فقد اثنين من أبنائه بقصف سابق لقوات النظام على أنه لا خيار أمام السوريين سوى الاستمرار، معتبراً أن كلفة العودة إلى نظام الأسد ستكون أكبر بكثير من استمرار الحراك ضده.
من جانبه، يقول الشاب غسان المصري إنه نشأ وترعرع في كنف الثورة ومن غير المقبول بالنسبة له العودة إلى حكم الاستبداد والقمع بعد أن تذوق طعم الحرية.
وانتقد غسان صمت الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي كانت تصف نفسها بأنها صديقة للشعب السوري، على التطبيع مع النظام، وعدم قيامها بأي ردة فعل على ذلك.
وأعرب عن صدمته إزاء سماح الإدارة الأمريكية بالتطبيع مع النظام رغم علمها بجرائمه ومعرفتها بأن نظام الأسد هو ذراع إيران وروسيا في المنطقة.
وختم غسان حديثه معنا بالإشارة إلى أن إعادة تأهيل بشار الأسد ستؤدي إلى موجات هجرة غير مسبوقة نحو أوروبا، كون منطقة شمال غربي سوريا تضم أكثر من 4 ملايين من المهجرين من مختلف المحافظات السورية الذين رفضوا المصالحة مع النظام.