أصدرت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان، يوم الأربعاء، تقريراً بعنوان “القوات الروسية ترتكب مجزرة في إدلب تقتل 11 مدنياً وتحرم آلاف المدنيين من المياه والكهرباء بقصف محطة كهرباء”.
ويسلط التقرير الضوء على التصعيد الواسع الذي قامت به قوات الحلف السوري الروسي، والذي استهدف منشآت ومناطق مدنية في شمال غربي سوريا.
ووفقاً للتقرير، شهدت منطقة شمال غربي سوريا تصعيداً عنيفاً بين 14 و16 تشرين الأول/أكتوبر 2024، حيث نفذت القوات الروسية عدة غارات جوية يومياً باستخدام طائرات ثابتة الجناح وصواريخ شديدة الانفجار.
وتزامنت هذه الهجمات مع عمليات أرضية من قوات النظام السوري، التي استخدمت المدفعية والطائرات المُسيَّرة المحملة بالمتفجرات.
ووثَّقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 13 مدنياً، بينهم 5 أطفال، بالإضافة إلى إصابة نحو 42 آخرين بجراح متنوعة. كما ألحقت الهجمات دماراً كبيراً بالمنازل والمنشآت المدنية.
وأشار التقرير إلى استمرار الهجمات العشوائية للنظام السوري منذ بداية عام 2024، خصوصاً باستخدام الطائرات المسيَّرة المحملة بالمتفجرات، بينما كانت الهجمات الروسية مفاجئة ومتباعدة نسبياً.
ومنذ 1 كانون الثاني/يناير وحتى 21 تشرين الأول/أكتوبر 2024، وثَّقت الشَّبكة مقتل 54 مدنياً، بينهم 19 طفلاً و7 نساء، نتيجة هجمات قوات الحلف السوري الروسي على شمال غربي سوريا.
ويركز التقرير على حادثتين بارزتين للقصف الجوي الروسي في إدلب. الأولى، التي وقعت في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2024، أسفرت عن مقتل 11 مدنياً في أطراف مدينة إدلب، والثانية استهدفت محطة كهرباء في ريف إدلب الغربي في 15 تشرين الأول، مما أدى إلى حرمان آلاف المدنيين من المياه والكهرباء.
وحمّل التقرير القوات الروسية المسؤولية الكاملة عن الحادثتين، مشيراً إلى أنَّهما حدثتا خلال حملة التصعيد الجوي على شمال غربي سوريا بين 14 و17 تشرين الأول/أكتوبر 2024، وأكد التقرير أنَّ المناطق المستهدفة كانت مدنية بحتة، دون أي مؤشرات لوجود أهداف عسكرية.
وأفاد التقرير بأنه في مساء يوم الأربعاء، 16 تشرين الأول/أكتوبر 2024، نفَّذ طيران روسي ثابت الجناح من طراز Su-34 غارتين جويتين باستخدام ما لا يقل عن أربعة صواريخ. استهدفت الغارات أراضي زراعية على طريق عين شيب في الأطراف الغربية لمدينة إدلب، مما أسفر عن مقتل 11 مدنياً، بينهم أربعة أطفال، وإصابة نحو 31 آخرين.
وأوضح التقرير أنه في ظهر يوم الثلاثاء، 15 تشرين الأول/أكتوبر 2024، استهدف طيران روسي ثابت الجناح من طراز Su-34 محطة الكيلاني لتحويل الكهرباء في منطقة عين الزرقا في ريف إدلب الغربي. أسفر الهجوم عن إصابة اثنين من العاملين في المحطة بجراح طفيفة وتدمير محولتين رئيستين، مما أدى إلى اندلاع حريق وتدمير الأبراج والكوابل.
وأشار التقرير إلى أنَّ محطة الكيلاني تعتبر مصدراً رئيساً لتغذية محطة عين الزرقا لضخ المياه، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن آلاف المدنيين، وتوقف ضخ مياه الري إلى الأراضي الزراعية في سهل الروج، مما أثر بشكل كبير على السكان المحليين وأراضيهم الزراعية.