غلوبال جستس سيريا نيوز – خاص – مخيم الركبان:
قال الدكتور هيثم البزم رئيس منظمة “غلوبال جستس” إن المنظمة أطلقت بالتعاون مع منظمة الطوارئ السورية SETF مشاريع إغاثية وتنموية في مخيم الركبان المحاصر، وذلك خلال الزيارة التي قام بها إلى المخيم خلال الأيام الماضية.
جاء ذلك في لقاء صحفي خاص مع موقع “غلوبال جستس سيريا نيوز” ضم الدكتور البزم، والعقيد فريد القاسم قائد جيش سورية الحرة، والمدير التنفيذي لمنظمة فريق الطوارئ السوري معاذ مصطفى، بحضور كوادر من منظمة غلوبال جستس عبر الإنترنت.
وجاءت هذه المشاريع التي تم إقرارها والبدء بتنفيذها بشكل مباشر بعد جولة ميدانية أجراها الدكتور البزم ومصطفى، شملت جميع القطاعات الاقتصادية والطبية والتعليمية في المخيم.
أما المشروع الأول الذي سوف تعمل غلوبال جستس وفريق الطوارئ السوري على تنفيذه فهو دعم الثروة الحيوانية وتغذية الأطفال، حيث أكد الدكتور البزم أن منظمته قررت شراء 10 أبقار من خارج منطقة الركبان، وزراعة مساحات بالنباتات العلفية اللازمة لتأمين الموارد لها، وحفر بئر مياه خاصة.
وأوضح البزم أن إنتاج هذه الأبقار من الحليب سيتم توزيعه بشكل يومي على أطفال المدارس في المخيم بالتعاون مع جيش سورية الحرة، الذي سيساهم في تأمين الحظائر وبعض اللوجستيات اللازمة.
دعم التعليم
والمشروع الثاني سيكون بناء مدرستين في المخيم، فخلال جولة الدكتور البزم في المخيم صادف، كما بيّن، خيمة في عرض المنطقة الصحراوية وبداخلها نحو 20 طفلاً، ولدى سؤاله عن سبب تجمعهم، أخبره مرافقوه أنها مدرسة ابتدائية.
منظر الأطفال مجتمعين في جو حار جداً لتلقي العلم، أثر بالدكتور البزم، وقرر بناء على ذلك إنشاء مدرستين في المخيم، إحداهما تكون بديلة عن الخيمة والثانية بديلة عن غرفة معيشة في أحد المنازل يتجمع بها الأطفال للدرس.
وستتكفل منظمة غلوبال جستس بتأمين كافة مستلزمات المدرستين بدءاً من مرحلة البناء وصولاً إلى التجهيزات اللازمة للعملية التعليمية من مقاعد وألواح وكتب وقرطاسية وغيرها.
وسيصب المشروع الثالث في خطة تأمين رواتب شهرية للمعلمين، فقد كشفت جولة البزم ومصطفى عن وجود 7 مدارس في مخيم الركبان يقوم عليها 70 معلمة ومعلماً و هؤلاء يقدمون خدماتهم بشكل تطوعي بالكامل.
وبعد عقد اجتماع مع الكادر التدريسي ومكتب المرأة في مخيم الركبان برعاية جيش سورية الحرة، تعهد البزم بتقديم راتب شهري ثابت لهم، ابتداءاً من الشهر القادم.
زيارة أعادت الأمل لسكان الركبان
من جهته، قال العقيد فريد القاسم قائد جيش سورية الحرة إن هذه الزيارة بدت فرصة كبيرة لأهالي الركبان والمنطقة عموماً، وبثّت فيهم الطاقة الإيجابية ومنحتهم الأمل، وعبّر عن استعداده الكامل لتقديم كل ما يلزم بغرض إنجاح المشاريع التي تم الاتفاق عليها وتلك التي في الخطة.
أما المدير التنفيذي لمنظمة SETF معاذ مصطفى، فقد أشار إلى الخطوات الكبيرة التي تم قطعها بعد كسر الحصار على مخيم الركبان، مؤكداً أن الشراكة بين منظمته وبين “غلوبال جستس”، رفدت المخيّم بالكثير، كآلاف الكتب المدرسية، والآن من خلال الخدمات الطبية، ووجه الشكر للجيش الأميركي الذي قدّم الخدمة الإنسانية للمدنيين المحتاجين للمساعدة، بما في ذلك الجانب الإسعافي، وفي حالات محددة فقط.
كما شدّد مصطفى على تشجيع الجميع في الولايات المتحدة والعالم، على مساعدة أهالي مخيم الركبان، معتبراً أن هذه الزيارة كانت من أهم المحطات في حياته بعد أن رأى البهجة على وجوه الأطفال والنساء الذين عانوا طويلاً من إهمال المنظمات الإنسانية والجهات الداعمة في هذا المخيم “المنسي”.
عيادات طبية عابرة للحدود
وعن المشروع الرابع قال الدكتور البزم إن أكثر ما يقلق السكان في مخيم الركبان هو عدم وجود الأطباء، فخلال زيارته للنقطة الطبية شاهد طفلاً يعاني من جفاف حاد واختلاجات عصبية، في حين كان الكادر الصحي يجد صعوبة بالغة في التعامل مع هذه الحالة وكانت حياة الطفل الرضيع مهددة بالخطر.
ولكون البزم مختصاً في الداخلية والقلبية، قرّر اللجوء إلى خبرة تخصصية في طب الأطفال، والاتصال بطبيب أطفال في الولايات المتحدة للاستعانة به في علاج الحالة، وهو ما حدث بالفعل حيث تحسن الطفل بعد ذلك.
ومن هنا جاءت الفكرة بإقامة عيادات طبية عبر الإنترنت، تضم أطباء من جميع الاختصاصات يقدمون المشورة للكادر الطبي في مخيم الركبان وهو بدوره يعالج المرضى بناء على التعليمات المقدمة.
من جهة أخرى، يعاني سكان مخيم الركبان من نقص حاد في الأدوية، حيث لا يوجد سوى صيدلية “الأمل” الممولة من منظمة فريق الطوارئ السوري في المنطقة وتقوم بتوزيع الأدوية مجاناً على المرضى طيلة السنوات الماضية.
وبناء على ذلك اتفق البزم ومصطفى على افتتاح صيدلية ثانية، على أن تتقاسم “غلوبال جستس” ومنظمة الطوارئ السورية تكاليف كلا الصيدليتين.
دعم الزراعة
اطلع البزم على المشروع الزراعي الذي أقامته SETF في مخيم الركبان، وبناء على التجربة الناجحة هذه، تم الاتفاق على توسيع منظمة غلوبال جستس للمشروع وزراعة مزيد من الأراضي بالخضار وتأمين البذور وأنابيب الري اللازمة، أملاً في تحقيق اكتفاء ذاتي.
وبدا البزم متحمساً لخدمة مخيم الركبان، وتعهّد ببذل كل الجهود لتشجيع المنظمات والجهات الفاعلة وتذليل كل علاقاته من أجل آلاف السوريين الذين يعيشون في ظروف بائسة.