حازم العريضي* – للعربي القديم
لقي الحدث السوري اهتماماً في واشنطن مع مطلع الحراك في السويداء، لكن ملف مكافحة المخدرات عاد ليصعد إلى واجهة المشهد المحلي، ليطرح أسئلة جادّة على صانعي القرار، خاصّة بعد الضربة الجوية الأردنية التي أودت بحياة مدنيين بينهم أطفال وسيدات.
هذا في حين تؤكد السلطات الأردنية أن الضربة كانت بهدف مكافحة تهريب المخدرات إلى أراضيها، كما تصرّ عمّان على التنسيق مع النظام في دمشق مع أنه متّهم بالشراكة مع داعميه في طهران بإدارة تصنيع وتهريب هذه الآفة التي وصلت إلى أراضي الولايات المتحدة بعد أوروبا والخليج العربي عبر الأراضي الأردنية.
وهنا يحضر السؤال الأبرز، هل بالإمكان معالجة مشكلة الكبتاغون محلياً أم أنها تتطلب تعاوناً دولياً؟
وأين تقف واشنطن من كل ما يجري؟
للإطلال على الموقف الأميركي فيما يدور تواصلنا (فريق سيريالاند) مع أحد روّاد نشاط “اللوبيينغ” ( Lobbying ) الضاغط لصنع القرار في العاصمة الأميركية، والجميع يتذكّر اقتران حضور ضيفنا بحضور الشاهد الملك “قيصر” في الكونغرس الأميركي خلال مناقشات قضية المعتقلين السوريين في أقبية الأسد، على أن قلّةً من الناس يعرفون دوره الحاسم وكوادر “منظمة فريق الطوارئ السّوري SETF ” في استصدار “قانون قيصر” والعديد من القوانين الأميركية مثل “مناهضة التطبيع مع الأسد” وغيره من السياسات التي تضغط على النظام لإجباره على الخضوع لتنفيذ القرار الأممي 2254 وإحقاق حقوق السوريين.
كان لنا ( فريق سيريالاند ) هذا اللقاء السريع مع معاذ مصطفى رئيس SETF التنفيذي وننشره في موقع العربي القديم، على أن يكون لنا بحث مطوّل في تفاصيل هذه النشاطات في وقت قريب.
1ـ قانون مكافحة “الكبتاغون” الأميركي يسمّي نظام الأسد بـ “النظام المصدّر للمخدرات”، ويُفترَض أن يعمل هذا القانون على إضعاف وتعطيل شبكة الأسد المروّجة للمخدرات، كيف يعمل هذا القانون من خلال منظومة القوانين الأميركية؟
- قانون “الكبتاغون” الذي مُرّر وأصبح قانوناً معتمداً في الولايات المتحدة، قدّمه، كما تعلمون، النائب الجمهوري فرينش هيل، والذي لا يزال قائماً على العمل لتفعيله بأفضل وأقوى طريقة.
هذا القانون هو واسع التأثير من حيث مخاطبته للحكومة الأميركية بكل وزاراتها وكل مؤسساتها بأن تعمل لوقف وتعطيل أي إنتاج أو تصدير للكبتاغون.
2ـ كان المجتمع الأهلي في السويداء قد تصدّى بمباركة قياداته التقليدية لبعض عصابات التهريب التابعة للنظام الذي حوّل هذه المنطقة الحدودية إلى “ممر للتهريب”، ولكن هذه القيادات تشير إلى لزوم التعاون مع القوى الإقليمية، فهل يدعم هذا القانون هذه المساعي ؟
- عضو الكونغرس هيل، وبعد تواصله مع بعض الشخصيات المحورية في جبل العرب، صار يعي أن السويداء لها دورٌ مهم جداً، وأن السويداء تتأذى كثيراً من موضوع الكبتاغون. حالياً نحن نعمل على عدة أمور؛ مع الإدارة الأميركية لمكافحة المخدرات التي يصنّعها ويشرف على ترويجها نظام الأسد، لإيصال الصورة الحقيقية لوضع ملف الكبتاغون وآليات تصديره والشبكات التي توزعه، وأيضاً أوضاع من يتأثرون بهذا الأمر سلبياً، خاصة أهالي السويداء، وكيف يمكن للأهالي والأشخاص أيضاً، وحتى الدول المجاورة، أن يلعبوا دوراً إيجابياً لإيقاف الكبتاغون.
وبنفس الوقت، وهذا الأهم، أوصلنا رسالة مباشرة وواضحة للنائب فرينش هيل وغيره أننا لا نريد أن يتكرر ما حدث في السابق، عندما تم استهداف المدنيين الأبرياء الذين فارقوا الحياة، إثر قصفٍ كان هدفه إيقاف تهريب الكبتاغون.
- دور أهالي السويداء المباشر، إن كان بالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات (الأميركية)، أو مع الكونغرس ومع النائب فرينش هيل مباشرةً، أو مع وزارة الدفاع الأميركية ووزارة الخزانة الأميركية، أو مع دول الجوار، دورٌ مهمٌ جداً، وبرأيي إن أفضل طريقة لإيقاف هذه الجريمة في السويداء هي من خلال أهل السويداء أنفسهم.
3ـ مواجهة أصل المشكلة ربما يقود إلى مواجهة الدول المارقة التي تدير تصنيع وتهريب الكبتاغون، ما هي الآليات التنفيذية الممكنة لمواجهة المشكلة في إطار دولي؟
نحن نعمل في واشنطن في الكونغرس بغرفتيه ونخاطب الإدارة الأميركية للقيام بمهمتين:
ــ أولاً نحاول إيصال هذا القانون إلى هدفه، وهذا يستلزم عملاً دقيقاً ومعقداً، لينجح في التعامل مع كل القوى الإقليمية وحتى مع الأشخاص والأهالي والجميع لإيقاف الكبتاغون، ونشتغل على هذا بالعمل مع الإدارات المختلفة، هذا ما يمكن قوله حالياً، ويمكننا الحديث بتفاصيل أوضح في وقت لاحق.
ــتزامناً مع هذا، نعمل على تكريس دور النائب فرينش هيل، كمسؤول عن موضوع مكافحة الكبتاغون، ليكون هو السفير إلى أهالي السويداء وإلى السوريين في شأن ما يجب أن يُجرى وكيف يجب تطبيق هذا القانون الذي كتبه وقدّمه بنفسه.
ــ وأخيراً، في الميزانية التي تُعتَمد سنوياً في الجيش الأميركي، نحاول إضافة عدد من المواد الجديدة التي نخصّص من خلالها أهمية العمل تحديداً مع الأهالي على الأرض لمكافحة الكبتاغون، وهنا نعني أهالي السويداء والفاعلين والأشخاص (الشخصيات الاعتبارية) والناشطين ومن يقوم بالعمل المتعلّق بأمن الحدود وغيرهم. وإذا نجحنا واعتُمِد ذلك في هذه الميزانية سيصبح قانوناً نافذاً ويكون تطبيقه ملزماً، بالإضافة طبعاً إلى تطبيق “قانون الكبتاغون” الأول.
4ـ ربما لا مفر من جهود دولية للتوصل إلى حل جذري للمشكلة، خاصة وأن دولاً إقليمية ترعى شبكة الأسد المروجة للمخدرات، ما تعليقك؟
- حول موضوع الكبتاغون، هناك الكثير من المواضيع التي نستطيع الحديث بشأنها عن السويداء ونظام بشار الأسد وإيران وروسيا، لأن هناك قانوناً ثانياً للكبتاغون نعمل على استصداره، بالإضافة إلى المواد التي نعمل عليها في ميزانية الدفاع، وسوف يساعد في استهداف الأشخاص والكيانات والشركات ذات العلاقة المباشرة بإنتاج وتصدير الكبتاغون.
5ـ شكرا لجهودكم في مكافحة المخدرات، وباقي القضايا التي تصب في مصلحة السوريين، هل من كلمة أخيرة تودُّ توجيهها إلى الأهل في الداخل؟
أتمنى أن يتاح لنا الوقت ونتواصل مرة أخرى وأستمع إلى المزيد من أسئلتكم وندخل في تفاصيل أوسع، ونتكلم عن أي أمور أخرى.
أنا أعدّ أهل السويداء أهلي وسيكون لي الشرف إذا تمكّنت من المساعدة بأية طريقة، وشكراً لكم جميعاً.
*حازم العريضي صحفي سوري عمل في الصحافة الاستقصائية (دمشق) والإعلام المرئي والمسموع في لندن واسطنبول وعمّان.