أعلنت مجموعة منظمات وتيارات سياسية سورية معارضة، تشكيل تحالف هدفه “استعادة القرار السوري ومواجهة التطبيع مع نظام الأسد”. وقالت منظمة “غلوبال جستس”-المبادرة السورية الأميركية (SAI)، إنها وجهت دعوة إلى المنظمات المستقلة والتيارات السورية العاملة في الداخل السوري، ودول الجوار، وكافة أنحاء العالم، من أجل هذا الهدف، حيث توافقت الجهات التي استجابت للدعوة، على تشكيل فريق عمل مشترك، يكون بمثابة لجنة طوارئ، لمواجهة تداعيات التطبيع العربي والإقليمي مع نظام الأسد على القضية السورية. وأكد الفريق الذي حمل اسم “تحالف استقلال سوريا”، حرصه على استعادة استقلال القرار السوري، والعمل من أجل إبقاء القضية السورية في صدارة اهتمامات الدول الفاعلة والمجتمع الدولي، وصولاً إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن الخاصة بسوريا، وفي مقدمتها القرار 2254. تمكين السوريين وأكد الموقعون على المبادرة في بيان، أن “الحل الوحيد لاستعادة القرار السوري الحرّ، لن يتحقق سوى بالعمل بإرادة حرّة من أجل تطبيق القرارات الدولية ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم، وصولاً إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية ذات مؤسسات حقيقية، تؤمن بالعيش المشترك وحسن الجوار والتنمية والمساواة كخيارات نهائية للشعب السوري”. وحول تسمية الفريق الجديد “تحالف استقلال سوريا”، قال البيان إن “ذلك يشير إلى تمكين السوريين والدولة السورية التي ننشدها، من العمل بحرية ودون سيطرة أو تأثير خارجيين”، مشيراً إلى أن “الفريق المشترك يتكون من ممثل عن كل منظمة أو تيار تنخرط في المبادرة، للعمل على تحرير بلادنا من كل أشكال الهيمنة المباشرة أو غير المباشرة”. أولويات التحالف الجديد وقال رئيس منظمة “غلوبال جستس” الأميركية هيثم البزم إن “الهدف من إنشاء تحالف استقلال سوريا، هو تأسيس شبكة قوية لتنسيق العمل المشترك بين المنظمات والتيارات السورية المستقلة، الخارجة عن التبعية لأي جهة غير سورية، بهدف مواجهة تداعيات التطبيع العربي والإقليمي مع نظام الأسد على القضية السورية”. واعتبر البزم في تصريح لـ”المدن”، أن “السكوت على ما يجري من تمييع للقضية السورية أمر خطير جداً، ولا يمكن لنا أن نكتفي حياله بالاعتماد على مؤسسات المعارضة الحالية، لقناعتنا بأنه لا يجوز احتكار النضال من أجل تحرير سوريا من الأسد والروس والإيرانيين، وكل من يسلب السوريين حريتهم”. وحول آليات وميادين العمل الممكنة أو المتصورة لدى التحالف، قال: “سنعمل بالدرجة الأولى على الساحة الأميركية، وتحديداً مع الكونغرس المقبل بعد الانتخابات، من أجل إبقاء القضية السورية محل اهتمام الجميع”، لافتاً إلى أن “هذا التحالف لن يتخذ الشكل السياسي الحزبي المعتاد، وتوجهاته ستضعها مكوناته الناشطة في سوريا والشرق الأوسط وأوروبا وأميركا، وسنتواصل مع مختلف الجهات الدولية، معتمدين على الإرادة الشعبية الحيّة التي نراها الآن في الشمال والجنوب السوري، ومختلف المحافظات السورية الرافضة لبقاء الأسد”. مبادرة أم منافسة؟ وإلى جانب منظمة “غلوبال جستس” ومقرها الولايات المتحدة، تشمل لائحة الموقعين على التحالف الجديد كلاً من: التحالف العربي الديموقراطي، المنظمة السورية للطوارئ (SETF)، منظمة دمشق للثقافة والفكر والدراسات والتنمية، منظمة حضارة الفرات الإنسانية، منظمة ميزان للدراسات القانونية وحقوق الإنسان، الكتلة الوطنية السورية، منظمة سورية طريق الحرية، منظمة دنيا عدالتي والحركة الوطنية السورية. ورغم التأكيد على أن التجمع الجديد يمد يديه لكل قوى المعارضة الأخرى، إلا أن البعض رأى أن القائمين عليه، يسعون إلى أن يكون تحالفهم منافساً أو بديلاً لتحالف المنظمات السورية في أميركا. لكن يحيى العريضي، عضو التجمع العربي الديموقراطي، وأحد الموقعين على المبادرة، أكد أن الهدف “هو طرح رؤية ونهج سياسي أكثر مما هو طرح مؤسسة أو تنظيم جديد”. وقال العريضي في حديث لـ”المدن”، إن “التحالف الجديد يضم أجساماً موجودة في تحالف المنظمات السورية-الأميركية، وأخرى على علاقة وطيدة بهذا التحالف، لذلك نحن لسنا في وارد التنافس السياسي، بل نطرح خطة عمل نرى أنها ضرورية لهذه المرحلة، ونسعى لحشد أكبر عدد ممكن من السوريين حولها”. وأكد العريضي أن قوى تحالف “استعادة القرار السوري”، على تواصل مسبق مع الحراك الشعبي القائم في الجنوب والشمال السوري، وأن التحالف الجديد يضع في مقدمة أولوياته العمل مع القائمين على “اعتصام الكرامة” في ريف حلب ومحافظة السويداء، “باعتبار هذا الحراك الركن الأهم الذي لا يمكن تجاوزه في أي تحرك سياسي وطني مستقل”.