غلوبال جستس سيريا نيوز – أخبار سورية – برلين:
على مدى يومين متتالين، عقد ممثلو الجالية السورية في جمهورية ألمانيا الاتحادية جلسات حوارية برعاية هيئة التفاوض السورية في برلين، وسط اهتمام وتركيز على ملفات هامة كالتحديات التي تواجه القضية السورية وتأثيرها على العملية السياسية، ومضامين العدالة الانتقالية المطلوبة في العملية السياسية، وآليات التعاون بين هيئة التفاوض والمجتمع المدني السوري في ألمانيا.
وقدّم رئيس هيئة التفاوض السورية الدكتور بدر جاموس إحاطة شاملة حول المهام السياسية والتفاوضية للهيئة، وأهدافها وتركيبتها، والمهام الأساسية لمكوّناتها ومكاتبها ولجانها، وعملها على المستوى الدولي والمحلي، والإستراتيجيات التي يمكن العمل عليها بالتعاون مع جماعات المجتمع المدني والفاعلين.
وتحدّث جاموس عن علاقات الهيئة مع الدول الفاعلة، العربية منها والإقليمية والدولية، وموقفها الواضح والثابت من العملية السياسية وفق القرار 2254 وغيره من القرارات الدولية، فضلاً عن علاقاتها واجتماعاتها مع المبعوثين الدوليين والأمم المتحدة، وقدّم إيجازاً للقاءات التي عُقدت على هامش اجتماعات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الماضي.
وأكّد على أهمية تشاركية الهيئة مع منظمات المجتمع المدني والفاعلين والسياسيين والإعلاميين ومراكز الدراسات في مختلف أنحاء الجغرافيا السورية بما فيها مناطق تحت سيطرة النظام وفي دول اللجوء والشتات، وحرصها على التواصل الدائم مع الجاليات السورية حول العالم من أجل التشاركية في الرؤى والإستراتيجيات وتبنّي مطالب الشعب السوري على اختلاف توجهاته، والخروج بإستراتيجيات قابلة للتطبيق وتساهم في تقوية موقف السوريين وقضيتهم على المستوى الدولي.
وتطرّق رئيس هيئة التفاوض في حديثه لمواقف الدول وتراجع الاهتمام بالقضية السورية أحياناً في خِضمّ المشاكل والأزمات الدولية الكبرى المتزايدة، والمشاكل الداخلية للدول، وتحدث عن سعي الهيئة لإبقاء ملف الحل السياسي السوري في أولويات هذه الدول، وعملها من أجل ضمان حقوق اللاجئين، وتنبيه الدول من مخاطر التطبيع مع النظام السوري وعبثيته، ومواجهة تغيير سياسات بعض الدول التي تبتعد عن مصالح الشعب السوري والحل السياسي والقرارات الدولية.
وأشار إلى استمرار النظام السوري برفض الحل السياسي، ورفض تطبيق القرار 2254 وغيره من القرارات الدولية والأممية، وسعيه لتهميش الطرف السوري الآخر لبقاء سوريا بعنوان واحد يمثله النظام السوري فقط، وعدم إيمانه بالحل سياسي، ويطلب النظام من حلفائه وبعض الدول المتساهلة معه أن تضغط من أجل تهميش كل الحل السياسي بما فيه القرار 2254 واللجنة الدستورية والمفاوضات.
وتحدث عن حرص الهيئة على التواصل مع المجتمع المدني وتوحيد الرؤى والسياسات، ومتابعة التشبيك والعمل المشترك، كما تناول بالشرح عمل لجنة الانتخابات ومشاركة العديد من المختصين من المجتمع المدني في هذه اللجنة، وكذلك لجنة المعتقلين والمختفين قسرياً، والجهود الدولية التي تقوم بها لتحريك هذا الملف فوق التفاوضي، لإطلاق سراح جميع المعتقلين السوريين في سجون ومعتقلات النظام السوري والكشف عن مصير المختفين قسرياً.
وقال جاموس في تصريحات خاصة لموقع غلوبال جستس سيريا نيوز “نعمل على دعم عمل الجاليات السورية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ونسعى بشكل جدّي لتعزيز أدوارها كلوبيات ضاغطة من أجل الدفاع عن القضية السورية”. وأضاف “لا يمكننا العمل وحدنا، من دون دعم سياسي وحقوقي وتخصصي، من منظمات المجتمع المدني، ونحن نتشارك معهم الرؤى والأفكار والتصورات كي لا نبقى نعمل وكأننا نادٍ مغلق”.
وفي جلسة “الولاية القضائية العالمية وكيفية استثمارها في العملية السياسية” التي شارك فيها جمانة سيف، إبراهيم شاهين، فدوى محمود وإدارة أليس مفرج، ناقشوا جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا، وموقف القانون الدولي منها، مع استعراض تجارب دولية في هذا المجال، وكيف يمكن للسوريين الاستفادة من هذه التجارب لتفعيل المحاكمات الدولية والمساءلة والعدالة الانتقالية، ودعم الضحايا، وإطلاق سراح المعتقلين تعسفياً والكشف عن مصير المختفين قسرياً، وأهمية التوثيق في هذا المجال، فيما تطرقوا إلى مساعي هيئة التفاوض إلى متابعة وتحريك هذا الملف بشكل دائم في الأمم المتحدة وعلى المستوى الدولي.
وجرى الحديث عن روابط أسر المعتقلين، والعمل الذي تقوم به، والصعوبات التي تواجهها، وإصرارها على التوثيق، والمطالبة المستمرة بإطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصير المختفين، ودفع ملفات المحاسبة إلى أقصى ما يمكن دولياً، ومتابعتها ورفع دعاوى قضائية في محاكم أوربية، وشدد المتحدثون على أهمية التعاون بين هيئة التفاوض وجماعات المجتمع المدني المتخصصة بقضايا المعتقلين والمختفين قسرياً والعدالة الانتقالية والمحاسبة في سياق الحل السياسي.
وفي جلسة “آليات التعاون بين هيئة التفاوض والمجتمع المدني السوري في ألمانيا” التي شارك فيها مالك العبدة، لينا وفائي، ماريا العبدة، هتاف قصاص وإدارة أليس مفرج، جرى الحديث حول منظمات المجتمع المدني السوري وضرورتها وما يمكن أن تقوم به، وكذلك الحركة النسوية السورية، وتشبيكها مع القوى السياسية السورية الرسمية وغير الرسمية، وعملها على القضايا الأساسية التي تتعلق بسورية الغد، كشكل الدولة ونظام الحكم والنظام الانتخابي والدستور وحقوق المرأة فيه ومصادر التشريع والتنمية الاقتصادية ومشاركة المرأة السياسية وغيرها من القضايا، بالإضافة إلى التشبيك مع السوريين في الشتات، والسعي لتشكيل جالية حقيقية لها ممثلوها ومن يدافع عنها، وضرورة أن يكون هذا العمل بالتنسيق مع هيئة التفاوض السورية وقوى المعارضة السياسية السورية وبالتعاون مع منظمات أهلية في دول اللجوء.
ودار حديث حول أهمية عمل هيئة التفاوض السورية على بناء جسور مع المجتمع المدني السوري، وحرصها على ذلك خلال السنتين الأخيرتين، ومحاولات مأسسة العلاقة بين الهيئة وجماعات المجتمع المدني وسعي الهيئة للتشبيك والتعاون والتشاركية، وتوحيد الرؤى والإستراتيجيات والأهداف الأساسية، واحترام استقلالية كل الأطراف، وضرورة النقاش الحر والبنّاء، والعمل المشترك من أجل تحقيق الأهداف كل باستخدام وسائله الأنجع ووفق اختصاصاته وقدراته، ليكون للسوريين صوت موحّد في سبيل القضية السورية والحل السياسي.
وقد شارك “تحالف استقلال سورية” (SIA) ضمن المنظمات والتيارات التي تمت دعوتها إلى لقاء برلين التشاوري مع المجتمع المدني السوري في ألمانيا، ممثلاً برئيس تحرير غلوبال جستس سيريا نيوز إبراهيم الجبين الذي بيّن في مداخلته في جلسة “الولاية القضائية العالمية وكيفية استثمارها في العملية السياسية” دور منظمات “تحالف استقلال سورية” (SIA) في ملاحقة الجناة، والدفاع عن المعتقلين، لا سيما المنظمة السورية للطوارئ SETF التي عملت على ملف اعتقال محافظ دير الزور الأسبق سمير الشيخ، في الولايات المتحدة، وبذلت الجهود الكبيرة للتواصل وجلب الشهود وتسهيل تقديم الأدلة بالتنسيق مع السلطات الأمريكية وجهات الإدعاء.
يذكر أن “تحالف استقلال سورية” (SIA) هو شبكة تنسيق وتعاون تمتد من الداخل السوري إلى تركيا وأوروبا وأميركا، تم الإعلان عن الدعوة إليه مطلع شهر سبتمبر الماضي، دعوة وجهتها المبادرة السورية الأميركية ممثلة بمنظمة غلوبال جستس والمنظمة السورية للطوارئ SETF ومنظمة حضارة الفرات الإنسانية في الولايات المتحدة، ومنظمة سورية طريق الحرية ودنيا عدالتي في تركيا، ومنظمة دمشق للدراسات والفكر والتنمية والكتلة الوطنية السورية والحركة الوطنية السورية إضافة إلى التحالف العربي الديموقراطي وعدد من المنظمات التي تقدّم الدعم الاستشاري والمهني في الجوانب الحقوقية والاختصاصية.