أصدر المعارضان السوريان الكاتب ماهر شرف الدين والفنان سميح شقير المنحدران من مدينة السويداء بياناً حول الانتفاضة الشعبية في مدينة السويداء بمناسبة العام الجديد.
وجاء في البيان “نتوجّه بالتحية إلى شعبنا السوري في الداخل، وفي المهاجر، آملين أن تحمل هذه السنة الجديدة انتقالًا سياسيًا يذهب بالاستبداد إلى غير رجعة”.
وأضاف البيان “كما نتوجه بتحية إكبارٍ خاصة إلى ساحة الكرامة في السويداء الحبيبة التي تحمل اليوم صوت السوريين جميعًا بنداء الحرية والكرامة، وبمطالبهم المشروعة لبناء سوريا الجديدة الواحدة الموحدة، الدولة الوطنية الديمقراطية التي تحترم التنوع السوري وتصونه، وتضمن الحقوق المتساوية لجميع أبنائها وبناتها، وإلى رجال ساحة الكرامة ونسائها وشبانها وشاباتها، الذين أعادوا ضخّ الدم في عروقنا، فكل التقدير والمحبة لكم جميعًا”.
ولفت البيان إلى أنه “نودُّ أيضًا أن نثمّن فيكم روح الحوار حول هذا الحراك، الروح التي تحترم الآراء المتنوعة وتقدِّر الاختلاف في الرأي، وتصون حرية التفكير والتعبير، وتقرُّ أن الاتفاق على المبادئ والأهداف من جهة، والاختلاف في الطرائق والآليات من جهة أخرى، لا يُفسد للود قضية”.
وفي هذا السياق نودُّ أيضًا التأكيد على عددٍ من النقاط الجوهرية، والبديهية أيضًا، في أي حوار حول الحراك الشعبي وخياراته، أو حول الأعمال المستقبلية المطلوبة؛ إذ لا بدَّ أولًا من الإقرار بأن ما يراه أهلنا في السويداء له الدور الرئيس والمركزي، وأنَّ آراءنا ومساهماتنا التي نقدِّمها تأتي من قبيل انتمائنا إلى هذا الحراك روحًا وعملًا، ومن رغبتنا في تقديم كل ما هو مفيد ويخدم نموه وتطوره وتحقيق أهدافه.
وأوضح البيان “نلفت النظر أيضًا، بتواضعٍ جمٍّ، إلى ضرورة الحرص على التوجه الإنساني الوطني الديمقراطي الذي تجلى في الشعارات المرفوعة، وهذا يكون من خلال عددٍ من الثوابت التي تشكل مرجعية أمام مناقشة أي خيارات موجودة أو متاحة أو مطروحة. ومنها الابتعاد عن الجهات أو القوى التي تتحرّك بفعل التمويلات الخارجية أو الأجندات المرتبطة بقوى إقليمية أو دولية لا تخدم الحراك ووحدته وتوجهاته، والقطع مع الجهات أو القوى، سواء كانت سورية أو خارجية، التي تطرح مشاريع انفصالية أو انعزالية مبتعدة عن الهدف الرئيس، أي بناء الدولة الوطنية الديمقراطية التي تحتضن جميع أبناء سورية وبناتها”.
وتابع “في الوقت نفسه، نشجّع على إغناء الحراك فكريًا وسياسيًا، وعلى الانفتاح الواعي على جميع السوريين والسوريات الذين نتشارك معهم في رفض الاستبداد السياسي، ورفض التطرف والاحتلال بأشكالهما كافة، في سبيل إعادة اللحمة للنسيج الاجتماعي السوري بمكوناته كافة، بعد تعرضه للأذى الشديد على المستويات كافة خلال السنوات الماضية”.
وأوضح البيان “نؤكد أخيرًا على تقديرنا العالي لانتفاضتكم التي تتجلّى جمالياتها في نضالها السلمي وصوتها العالي، وبتعبيرها الحر عبر الرسم والغناء والأهازيج، وعلى ثقتنا بقدرة ساحة الكرامة على قيادة الحراك وتجاوز المطبات المحتملة، ونضع أنفسنا في خدمة هذه الساحة بما تقرّره في مواجهة أي تحديات حالية أو مستقبلية”.
وختم البيان “كل عام وشعبنا السوري في كل مكان بألف خير”.
سميح شقير – ماهر شرف الدين