قدمت البروفيسورة “بيسان اللاذقاني” من الجامعة البريطانية، برفقة فريقها، علاجًا ثوريًا لسرطان الرحم، ما يُشكل بارقة أمل جديدة في مكافحة هذا المرض الخبيث.
فبعد أمراض القلب، لا يزال السرطان يُمثل السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يُسجل عدد حالات تشخيص السرطان ارتفاعًا بنسبة 50٪ بحلول عام 2040.
اكتشافات رائدة منذ منتصف عام 2000
برزت “اللاذقاني” كرائدة في مجال الاكتشافات العلمية منذ منتصف عام 2000، عندما كان العلماء لا يزالون يبحثون عن آليات منع تكاثر الخلايا بشكل غير منضبط.
وشهدت أوائل القرن الحادي والعشرين نقلة نوعية في مجال أبحاث السرطان بفضل التقدم في التسلسل الجيني، وأدى التحليل الإحصائي للبيانات الجينية الجديدة إلى اكتشافات هائلة في أنواع السرطان الشائعة، مثل سرطان الجلد المرتبط بطفرة جينية ناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية.
ومع ذلك، واجهت “اللاذقاني” وزملاؤها صعوبات في إحراز تقدم في مجال علاج السرطانات النادرة والمعقدة والمقاومة للأدوية، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة فايننشال تايمز.
دور هام للمرضى والذكاء الاصطناعي
في السنوات القليلة الماضية، أتاحت التكنولوجيا الجديدة، جمع كميات هائلة من البيانات من المرضى، بدءاً من عدد الخطوات التي يتخذونها إلى أنماط نومهم، وباتت هذه البيانات، إلى جانب بيانات بطاقات الولاء في المتاجر، تُساهم في تشخيص السرطان بشكل مبكر.
وأصبحت مشاركة المرضى في عملية البحث عن علاجات جديدة أمرًا ضرورياً كما برز الذكاء الاصطناعي كأداة فعالة لتحليل مجموعات البيانات الضخمة واكتشاف أنماط قد يغفل عنها الإنسان.
لقد أصبح المرضى، شركاء نشطين في عملية البحث، كما تقول اللاذقاني للصحيفة.
وبدعم من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، صممت “اللاذقاني” قاعدة بيانات “canSAR”، وتعبر أكبر قاعدة بيانات عامة للسرطان في العالم.
وتعمل “اللاذقاني” حاليًا في مركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس على دمج الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر في هذه القاعدة لزيادة فعاليتها.
وتسعى “اللاذقاني” إلى إنشاء منصة محاكاة رقمية لاكتشاف الأدوية، عبر عدة خطوات علمية وصولاً إلى تصميم الدواء واختباره على مرضى افتراضيين.
ويتطلب تحقيق هذا الهدف استثمارات جادة، لكن “اللاذقاني” مُصممة على تحقيق ذلك، إيمانًا منها بقدرة العلم على هزيمة السرطان
الألم أساس الاختراع
تعرضت والدة “اللاذقاني” لسرطان الثدي خلال دراستها الجامعية، ما ترك أثرًا عميقًا على حياتها، واطلق دافعاً شخصياً لديها يزيد من عزيمتها.
وتشعر “اللاذقاني” بسعادة غامرة لِمُوافقة السلطات الأمريكية على عقار تموله أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، معتقدةً أنه كان بإمكانه منح والدتها المزيد من الوقت.
وتؤكد “اللاذقاني” على أهمية الاستمرار في البحث العلمي دون توقف، إيمانًا منها بقدرة العلم على إنقاذ الأرواح.
من هي؟
احتفت صحيفة فاينشال تايمز بالبروفيسورة “اللاذقاني” التي نشأت في قرية سرمدا قرب ادلب، وهي ابنة المعارض والكاتب السوري “محي الدين اللاذقاني”، الذي استقر في بريطانيا منذ عقود، عاشت ودرست فيها، وبدأت أبحاثها.
ونشر والدها تغريدة يفتخر بها لاكتشافها علاجاً للسرطان:
ونالت طوال مسيرتها المهنية دعماً من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، والتي تعد أكبر مؤسسة خيرية في هذا المجال على مستوى العالم، لما تتمتع به من مهارات استثنائية وفكر مبتكر.