أعلنت حركة التحرر الوطني التي تضم ضباطاً عسكريين برتب مختلفة منشقون عن النظام السوري، عن عقد اجتماعاً ضمن مدينة عفرين، شمال حلب.
وأصدرت حركة التحرر الوطني السوري، بياناً جاء فيه إن “الحركة هي إطار نضالي وطني جامع، وليست حزباً بالمعنى الأيديولوجي، وليست كياناً عسكرياً بالمعنى الفصائلي، بل مظلة وطنية تنضوي تحتها قوى سياسية وعسكرية وشخصيات وطنية وتجمعات عشائرية ومنظمات مدنية”.
وأكد البيان أن الحركة تهدف إلى تغيير النظام وتمكين الشعب السوري من بناء الدولة السورية الجديدة التي يحدد شكلها السوريون أنفسهم بكل أطيافهم. مبينةً، أنها لا تدعي وصايتها على السوريين، كما لا تدعي مصادرة نضال السوريين خارج إطارها، ولا تقوم على حوامل أيديولوجية أو عرقية أو مذهبية، بل تؤمن بمفهوم المواطنة كناظم للعلاقة بين الفرد والدولة، والديمقراطية كمنهج في تداول السلطة، والدستور وما ينبثق عنه من قوانين كناظم لإدارة الدولة.
ولفت البيان إلى تمسّك الحركة بجميع المضامين التي انطوت عليها القرارات الأممية ذات الصلة بالقضية السورية، داعية إلى إيجاد آليات ووسائل جديدة للمقاومة (المسار الحقوقي والإعلامي والحراك الشعبي والعصيان المدني وأشكال نضالية أخرى ستعلن في حينها)، وعدم الركون والتعويل على الإرادات الدولية والخارجية.
ولفتت الحركة، إلى أن المجلس العسكري السوري هو من أطلق حركة التحرر الوطني، ولكنه لن يكون وصياً عليها، بل سيكون ذراعها التنفيذية والداعم لسياساتها وتوجهاتها، مؤكدةً حرصها على إقامة كافة أنواع الجسور والعلاقات مع المحيط الإقليمي والدولي، وذلك وفقاً لما تقتضيه المصلحة الوطنية السورية بعيداً عن أي شكل من أشكال الوصاية والارتهان. وشددت على رفضها لأي دور يمكن أن يتسلل إليه المال السياسي الوافد من الخارج.
وأشار البيان، إلى أن إطلاق حركة التحرر الوطني هو “تجسيد لنقلة نوعية في الوعي السوري، تتمثل في ضرورة تجاوز الصيغ التقليدية للمعارضة، والدخول في مواجهات جديدة مع نظام الأسد، تأخذ بعين الاعتبار أن معركة السوريين مع القتلة تجاوزت حدودها السياسية وباتت معركة وجودية ذات أبعاد أخلاقية وإنسانية”، موضحةً، أن ذلك يأتي انطلاقاً من قناعة السوريين بأن من يستبيح دماء السوريين ويمعن في خراب بلادهم لا يمكن أن يكون مصدر أمان لأبنائهم في المستقبل.
ونقل موقع العربي الجديد عن أحد الضباط الذين حضروا الاجتماع قوله إن الموقّعين على بيان التشكيل بلغوا 4000 ضابط و2000 صف ضابط ما بين المناطق المحررة (مناطق سيطرة المعارضة السورية)، ودول الاغتراب، لافتاً إلى أن الضباط الذين كانوا متواجدين في بيان التشكيل خاضوا العديد من المعارك وليست لديهم أطماع قيادة أو حب سلطة، وهدفهم إسقاط النظام بجميع مكوناته وجميع المشاريع الانفصالية وتحرير سورية من جميع الاحتلالات وإيصال الشعب السوري إلى صناديق الاقتراع ليختار نظام الحكم ومن يحكمه.
وكانت حركة التحرر الوطني السوري، التي أطلقها العميد مناف طلاس، قائد المجلس العسكري الانتقالي من مقر إقامته في العاصمة الفرنسية باريس، دعت، في بيان صدر من العاصمة السورية دمشق منتصف يونيو/حزيران الفائت، إلى تكاتف السوريين، استعداداً للإطاحة بالنظام السوري.