كشف مؤشر نورماندي للسلام لعام 2024، الصادر عن خدمة الأبحاث البرلمانية الأوروبية، أن سوريا تتصدر قائمة الدول الأكثر تهديداً للسلام.
وأظهرت الدراسة، التي تم الإعلان عنها في 9 أيلول 2024، أن مستوى التهديدات للسلام والأمن والديمقراطية في سوريا هو الأعلى منذ بدء المؤشر في عام 2019، حيث يقارن المؤشر أداء الدول بناءً على مجموعة من التهديدات المحددة مسبقًا.
وأكدت الدراسة أن الحرب المستمرة منذ عام 2011 أدت إلى أضرار إنسانية واقتصادية جسيمة.
وتجاوز عدد القتلى نصف مليون شخص، بينما نزح الملايين داخل سوريا وخارجها، ويعيش أكثر من 90% من السكان في فقر مدقع وسط تضخم مستمر وارتفاع تكاليف المعيشة.
وتعتبر العوامل الرئيسية التي ساهمت في تدهور الأوضاع متعددة، أبرزها زلزال شباط 2023.
وفاقم هذا الزلزال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وعلى الرغم من الحاجة الملحة لإعادة الإعمار، تواجه سوريا صعوبات كبيرة نتيجة العقوبات الدولية، مثل قانون قيصر الذي يعيق دخول الاستثمارات.
وتستمر سوريا في تلقي مساعدات إنسانية من الاتحاد الأوروبي، الذي يُعد أكبر مانح دولي.
وخصص الاتحاد أكثر من 33 مليار يورو منذ بداية الأزمة في 2011، وفي عام 2023 وحده، تم تخصيص 186.5 مليون يورو لدعم المتضررين من الزلزال، ولكن يبقى تطبيع العلاقات مرهوناً بحل سياسي شامل وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
ولم تقتصر الدراسة على سوريا فقط، بل شملت 63 حالة لدول أخرى.
وكشفت النتائج عن تزايد مستوى التهديدات للسلام العالمي نتيجة التنافس الجيوسياسي والعسكرة، مما يؤثر مادياً وسياسياً وإنسانياً على مختلف الدول والمناطق.
ويعد مؤشر نورماندي للسلام، الذي انطلق في عام 2019، أداة رئيسية لتقييم التهديدات العالمية للسلام.