المصدر: تلفزيون سوريا
قال المفكر العربي عزمي بشارة إن هناك حالة من عدم اليقين من الغزو البري الإسرائيلي لقطاع غزة، بعد مرور 17 يوماً على عملية طوفان الأقصى التي قادتها المقاومة الفلسطينية ضد “إسرائيل”، والحرب التي شنتها الأخيرة على القطاع.
وأضاف بشارة في مقابلة مع “التلفزيون العربي” يوم الأحد، أن عوامل عديدة تقف خلف التردد الإسرائيلي في بدء الغزو البري لقطاع غزة، بعضها يتعلق بقدرات المقاومة هناك، وبعضها الآخر يتصل بالجبهة الشمالية، واحتمالات انخراط “حزب الله” في الحرب، مشيراً إلى أنه لا يوجد ضمانات بالنسبة لإسرائيل بنجاحها في تحقيق “الهدف النهائي”، الذي يقضي بإنهاء حركة “حماس”.
وأكّد أن الموقف المصري والعربي الرافض لتهجير سكان غزة، إيجابي بحد ذاته، لكنه لاحظ أن المشكلة تكمن في اعتبار أن “التهجير فقط هو خط أحمر”، بينما يجب أن يشمل هذا الخط الأحمر المجازر واستهداف المدنيين.
كما أعرب عن خشيته من أن تفهم إسرائيل هذا الرفض العربي الرسمي القاطع حصراً للتهجير بأنه “مسموح إبقاء سكان غزة في هذا القفص وقتلهم فيه”.
من سيحكم غزة؟
وطرح المدير العام للمركز العربي للدراسات وأبحاث السياسات تساؤلاً قال فيه: “ماذا سيفعلون بعد الغزو البري؟ لنفترض أنهم أحضروا فريقاً لحكم غزة، فما الذي يضمن نجاح هؤلاء؟ الضفة مثلاً لا تحكمها حماس، ورغم ذلك هناك حالة مقاومة”.
كما ذكّر بأن استهداف إسرائيل المدنيين “هو سمة مرافقة لتأسيس إسرائيل بهدف دفع الفلسطينيين إلى ترك أراضيهم والهجرة خصوصاً في الضفة الغربية”.
وخلص إلى أن القصف الجاري حالياً على الأماكن المدنية في غزة ليس نتيجة “أخطاء جانبية” بحسب المصطلحات الحربية الأميركية، بل “استهداف منهجي لتدفيع المجتمع الثمن، وهذا عامل عنصري كولونيالي يعبّر عنه بعقلية إسرائيلية ترمي إلى تربية الفلسطينيين” على حد تعبيره.
أسباب الانحياز الأميركي
وعن الانحياز الأميركي لإسرائيل، قال بشارة إن بنية جو بايدن الفكرية الصهيونية تعود إلى زمن الرؤساء الأميركيين في ثمانينيات القرن الماضي لناحية التماهي مع إسرائيل، والنظر إليها كدولة ديمقراطية تشبه أميركا في “لاهوتها السياسي” وكدولة استعمارية ولناحية دور الدين فيها. وأشار إلى أن “توجه بايدن صادم، وفيه نوع من العمى السياسي، وفيه إسقاطات كبيرة على إسرائيل وعلى روايتها، وهو ما ظهر بشكل فاضح في تبني سردية أن إسرائيل لم تقصف مستشفى المعمداني”.
وبخصوص سجال الإدانة لعملية 7 تشرين الأول، يرى بشارة أن هناك تجاوزات حصلت في عملية السابع من أكتوبر تتعلق بخطف مدنيين وقتلهم “وهذا يمثل عبئاً على الحركات المسلحة الفلسطينية”، ولكنه ذكّر بأن “هذا ليس نقطة البداية في النقاش، بل الاحتلال وجرائمه، إن كنا ندينهم، نكمل النقاش وننتهي إلى تقييم سلوك، فندينه أو لا ندينه، لأن الفلسطينيين ليسوا شعب الله المختار، بل ككل الشعوب الأخرى يخطئون ويصيبون”.