عائشة صبري – غلوبال جستس سيريا نيوز
أصيب عدد من المدنيين غالبيتهم نساء في قرية ياخور/كاخرة التابعة لناحية معبطلي/موباتا في ريف عفرين شمال غربي حلب شمال البلاد، مساء أمس الأحد، خلال مظاهرة احتجاجية فضتها فرقة “السلطان سليمان شاه” المعروفة باسم “العمشات”.
وأفادت مصادر محلية لموقع “غلوبال جستس سيريا نيوز”، بأنّ المظاهرة خرجت احتجاجاً على بدء فرقة العمشات منذ أسبوع فرض إتاوة قدرها 8 دولارات أمريكية على كلّ شجرة زيتون من ممتلكات المغتربين من أهالي القرية والتي تدار من قبل أقربائهم، وهي إتاوة تضاف إلى إتاوة تُفرض لاحقاً على معاصر الزيت.
كما بدأت الفرقة بمصادرة أراضي المغتربين في قرية ياخور حيث أجبرت أصحاب وكالات أراضي الزيتون على التنازل عن الوكالات الموكلة لهم من قبل أقربائهم المغتربين، وهي وكالات وقعوها قبل 3 سنوات وكانت الفرقة تأخذ عليها نسبة تقدر بـ40 بالمئة، ما أثار استياء السكان، حيث اعترض عدد من شباب القرية على ذلك، فقوبل رفضهم بالضرب المبرح واعتقال عدد منهم من قبل فرقة العمشات، يومي السبت والأحد، فاحتجّت عائلاتهم مساء الأحد على ضرب أولادهم، حسب المصادر.
وأضافت المصادر لـ”غلوبال جستس سيريا نيوز” أنَّ الفرقة قمعت المظاهرة الاحتجاجية عبر استخدام العصي والهروانات وإطلاق الرصاص في الهواء، فأصيبت 3 سيّدات ورجل برضوض وكسور (وهم: نجاح جابو، جيهان عيسو، صديقة حنان، ورشيد حنان)، وعند محاولة إسعافهم، منعهم رتل عسكري من الخروج من القرية بالتزامن مع إعلان حظر تجوال عبر مكبرات الصوت في مسجد القرية، إضافة إلى قطع الإنترنت ومصادرة هواتف بعض السكان منعاً لتسرب صور من المظاهرة.
وأشارت المصادر إلى نقل فرقة العمشات المصابين عند الواحدة ليلاً لقرية مسكة واعتذرت من الأهالي لامتصاص غضبهم وسيتم تصويرهم فيديو يقولون فيه إنَّ المشكلة عائلية، موضحة أن خبر مقتل السيدة “نازلية عارف تولة” في المظاهرة والذي نشرته “حلب اليوم” كان إشاعة لتغطية قمع المظاهرة ونفيها، حيث بثت الفرقة فيديو يظهر زيارة “أبو عبدو علولو” مدير مكتب العلاقات العامة بفرع الشرطة العسكرية بعفرين للسيدة والاطمئنان عليها.
وفي رد من المسؤولين عن المنطقة، نفى العميد زياد حج عبيد القيادي في فرقة “سليمان شاه” لقناة “حلب اليوم” الأخبار المتداولة حول فرضهم رسوماً على أشجار الزيتون في المنطقة، كذلك نفى معتز رمضان مدير المكتب السياسي وممثل فرقة العمشات في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة لـ”وكالة الصحافة السورية” بشكل قاطع كل ما يتم تداوله حول جمع إتاوات في قرية ياخور بريف عفرين، وزعم أنه “لم تقع أي إصابات داخل القرية”، معتبراً ما شهدته القرية هو مشاجرة بين عائلتين، وأنَّ القوة المشتركة تدخلت لفض النزاع وإعادة الأمور إلى نصابها.
وفي سياق متصل، ذكر موقع “تلفزيون سوريا“، أنَّ فرقة الحمزة (الحمزات) منعت أيضاً المزارعين في البلدات والقرى التي تسيطر عليها في منطقة عفرين، من قطف محصول الزيتون قبل دفع “إتاوة” حدّدتها بمبلغ “10 دولارات أميركية” عن كل شجرة، مهدّدةً بمصادرة الأراضي واعتقال الفلاحين في حال امتنعوا عن التسديد، حتّى نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري.
في ذات السياق، ذكر موقع “عفرين بوست” في الخامس من الشهر الجاري أنَّ “فرقة الحمزة أبلغت مخاتير قرى (كفرشيله، ماراته، كوندي مزن، خلنيريه) غرب مدينة عفرين، بفرض إتاوة دولارين أمريكيين على كلّ شجرة زيتون بخصوص الموسم القادم، كما ألغت الحمزات الوكالات لمن يدير ممتلكات أقربائه أو موكله، لتستولي عليها، وكذلك تستولي على أملاك الورثة الغائبين بعد وفاة الوريث، وتعطي الحقول والأراضي الزراعية إما بالآجار السنوي أو بضمان الموسم”.
الجدير بالذكر أنَّ القوة المشتركة هي اندماج لفرقة “العمشات” التي يقودها محمد الجاسم (أبو عمشة) مع فرقة الحمزة “الحمزات” وقائدها سيف بولاد (أبو بكر)، المنضويتان ضمن الفيلق الثاني بالجيش الوطني السوري، وسبق أن فرضت وزارة الخزانة الأميركية في 17 أغسطس/آب 2023 عقوبات على الفرقتين وقادة ومسؤولين فيهما لتورطهما في “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في منطقة عفرين”.
وتمارس الفرقتان ذات الانتهاكات بحق سكان المناطق التي يسيطران عليها، وسبق أن فرضت “القوة المشتركة” إتاوة قدرها 100 دولار أمريكي، من بينها ناحية معبطلي بريف عفرين يوم 18 أغسطس/آب 2024 كإتاوة جديدة تضاف إلى الإتاوات المتعددة التي أرهقت السكان الذين غالبيتهم من الكرد.