يسري فودة
تناول الصحفي المصري القدير يسري فودة على صفحته على الفيس بوك شخصية جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي الذي يزور الشرق الأوسط حالياً، وقال فودة :و أما چيك سوليڤان، مستشار الرئيس الصهيوني چو بايدن للأمن القومي، فهو يقوم في هذه الأثناء برحلة مكوكية في الشرق الأوسط في محاولة لإنقاذ الإسرائيليين من ورطة غزة و تعبيد الطريق نحو مرحلة تاريخيّة جديدة.
هو يهودي صهيوني من أصل أيرلندي، اسمه كاملًا چيكوب چيريميا سوليڤان، درس العلوم السياسية و العلاقات الدولية في جامعة ييل، و عمل من خلال الدوائر المؤثرة حتى وصل إلى فريق هيلاري كلينتون في الخارجية الأمريكية ثم فريق إدارة باراك أوباما قبل أن يختاره بايدن لشغل هذا المنصب المؤثر.
خلال مسيرته التي لم تترك أثرًا كبيرًا نجح في أن يحقق عددًا لا بأس به من الإخفاقات البارزة:
– قبل نحو عشر سنوات كان جزءً من وفد أمريكي في محادثات سرية في عُمان مع وفد إيراني في محاولة لكبح الإيرانيين عن تطوير برنامج نووي. استمرّت المفاوضات لسنوات و لم تنجح في تحقيق أهداف الإسرائيليين، و يعتقد البعض أن إيران تلاعبت بالوفد الأمريكي لكسب الوقت الثمين.
– قبل نحو ثلاث سنوات انهار نظام ڤيشي الذي نصبه الأمريكان على أفغانستان، و بعد نحو عشرين عامًا من الاحتلال الأمريكي و عشرات المليارات من الدولارات عادت طالبان إلى الحكم، و وقع سوليڤان في بؤرة اللوم وسط مطالبات بإقالته.
– على مدى السنوات القليلة الماضية تردد سوليڤان على السعودية مرارًا في محاولة لدفعها نحو اتفاق تطبيع رسمي مع الإسرائيليين. و في سبتمبر من هذا العام أعلن سوليڤان من على متن طائرته العائدة: “كثير من مكونات فتح الطريق نحو التطبيع متوفرة الآن على الطاولة”.
وفقًا لصحيفة The Times of Israel تطلب السعودية في مقابل التطبيع إقامة تحالف دفاعي كبير (أكبر مما هو الآن) مع الولايات المتحدة، كما تطلب مساعدتها في تأسيس برنامج نووي، بينما يطلب الأمريكيون أن تخفض السعودية من مستوى تعاملاتها الاقتصادية و العسكرية مع الصين و روسيا. في ذلك الأسبوع من سبتمبر الماضي التقى الوفد الأمريكي في الرياض بوفد من رام الله يرأسه الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ. و بعد نحو شهر وقع طوفان الأقصى.
و أخيرًا، في يوم 29 أكتوبر الماضي، رفض چيكوب چيريميا سوليڤان دعوات وقف إطلاق النار في غزة محذرًا من أن وقفة إنسانية محتملة لتحرير الرهائن الإسرائيليين ربما تفيد حماس، و رفض التعليق على اتهامات جرائم الحرب الإسرائيلية أو على ما إذا كان سيُسمح لسكان غزة بالعودة إلى منازلهم.