مضت خمس سنوات على فرض قوات النظام السوري وروسيا التهجير القسري على أهالي منطقة الحولة بريف حمص الشمالي، وذلك ضمن اتفاق “مصالحة” رعته موسكو نص على خروج أهالي ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي إلى إدلب.
وتأتي الذكرى الخامسة للتهجير بالتزامن مع قيام بعض الدول العربية بالتطبيع مع الأسد، وإعادته إلى مجلس الجامعة العربية، بعد مضي أكثر من 12 عاماً على طرده بسبب انتهاكاته وجرائمه بحق السوريين.
ويقول المهجرون من ريف حمص الشمالي، إن الذكرى الخامسة لخروجهم من مدنهم وبلداتهم وتزامن ذلك مع إعادة تأهيل بشار الأسد، لن يزيدهم إلا إصراراً على المضي قدماً في ثورتهم والتمسك بمطالبهم.
منطقة الحولة هي سهل كان يقطنه أكثر من 100 ألف نسمة من المسلمين السنة، يحيط به سلسلة من الجبال يقطنها سكان من الطائفة العلوية الموالية لبشار الأسد.
وشهدت هذه المنطقة في 25 أيار/ مايو عام 2012 مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 106 مدنيين أكثر من نصفهم أطفال قضوا ذبحاً بالسكاكين.
https://youtu.be/izcvHkLFjac
يؤكد الأهالي أن مرتكبي هذه المجزرة هم من أبناء القرى العلوية المجاورة، حيث اقتحموا بغطاء من مدفعية النظام السوري أحد أحياء الحولة وقاموا بتصفية جميع من كانوا فيه.
ورغم توثيق الأمم المتحدة لهذه المجزرة، ومعاينة بعثة المراقبة الدولية التي كانت تنشط في سوريا حينها جميع جثث الضحايا وتأكدها أن قوات الأسد هي من ارتكتب المجزرة، إلا أنها لم تتخذ أي خطوة لإنصاف الضحايا.
أحمد عبد الرزاق وهو أحد أبناء منطقة الحولة ويقيم في مخيم للنازحين قرب الحدود السورية التركية شمال إدلب، أكد لموقع “غلوبال جستس سيريا نيوز” أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يعود إلى بلدته في ظل وجود نظام الأسد.
أخبرنا عبد الرزاق أن أكثر من خمسين من أبناء عائلته قضوا خلال مجزرة عام 2012 وتهجر من بقي بشكل قسري إلى إدلب بعد ذلك بنحو ست سنوات.
ويؤكد عبد الرزاق أن العودة إلى حكم الأسد مرة ثانية يعني الانتحار بالنسبة له ولجميع أبناء بلدته، قائلاً إن النظام سلح أبناء القرى الموالية وسلطهم على السهل المحاصر، وأطلق أيديهم ضد أبناء الحولة.
وأضاف: “كيف يمكن لمن دفن أبناءه وإخوته أن يعود ثانية إلى حكم النظام السوري، ومن سيأمن حياته إذا عاد؟”.
من جانبه، قال المعلم حسن بكار إن منزل أسرته في منطقة الحولة استولت عليه قوات النظام وحولته إلى نقطة أمنية، مؤكداً أنه من المستحيل أن يتجرأ أحد من ذويه أن يعود إلى المنطقة ويسأل عن منزلهم.
وأضاف بكار في حديثه لموقع “غلوبال جستس سيريا نيوز”: “لم أعد أملك شيئاً في الحولة، منزلنا سيطرت عليه قوات النظام وبات نقطة أمنية، وأرضنا متاخمة للقرى الموالية ويصعب أن نقرب منها، فضلاً عن أنني وأخي مطلوبان للأفرع الأمنية بتهمة المشاركة في المظاهرات”.
وانتقد محدثنا قيام الدول العربية بالتطبيع مع النظام، والرضوخ له تحت تهديد المخدرات، داعياً المجتمع الدولي إلى إنصاف السوريين وعدم تضييع تضحاياتهم من خلال إعادة تأهيل من قتلهم وشردهم وهجرهم.
وعن الأوضاع في منطقة الحولة خلال الفترة الراهنة، قال بكار إن المنطقة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة فلا كهرباء ولا اتصالات، فضلاً عن غلاء الأسعار وشح المواد، وقلة فرص العمل، يضاف إلى ذلك المداهمات وحملات الاعتقال المستمرة من قبل قوات النظام.
الجدير بالذكر أن روسيا فرضت التهجير القسري على سكان المنطقة بعد شن حملة عسكرية واسعة عليها بعد حصارها وقطع الغذاء والدواء عنها لفترة تقارب الخمس سنوات.