ظهر المنشق عن نظام الأسد الملقب بـ”قيصر” للمرة الأولى، بعد نحو 10 أعوام من انشقاقه وتسريبه صور آلاف المعتقلين الذين قضوا في سجون النظام السوري تحت التعذيب.
وجاء ظهوره ضمن فيلم نشرته قناة الجزيرة يوم أمس الجمعة تحت عنوان “ملفات قاصر – الشاهد الصامت على جرائم الأسد”.
وخلال الفيلم تحدث قيصر عن جرائم النظام السوري، والأوضاع في المعتقلات، وكيف استطاع تسريب حوالي 55 ألف صورة، توثق 11 ألف ضحية قضت في سجون الأسد.
وظهر قيصر في الفيلم مرتدياً قناعاً لإخفاء هويته، وروى كيف تم تكليفه بتصوير جثث المدنيين بعد اندلاع الثورة السورية وكيف قام بالتنسيق مع أحد أصدقائه بتسريب 55 ألف صورة، بمعدل أربع صور لكل جثة لفضح ما كان يجري داخل مراكز الاعتقال وسجون النظام السوري.
ويروي الفيلم على لسان “قيصر” كيف كانت تصل جثث المتظاهرين في بداية الثورة السورية إلى المستشفى العسكري الذي كان يعمل به، وكيف بدأت الأعداد ترتفع كل يوم بشكل كبير.
كما يحكي الفيلم قصة هروب قيصر من سوريا مع أفراد عائلته، بعد أن أصبح يعيش في خوف دائم على سلامته الشخصية وسلامة أسرته.
وقال قيصر خلال الفيلم إنه رغم الوعود التي قدمها أعضاء الكونغرس الأمريكي بعد أن استمعوا لشهادته عام 2014، إلا أن ما كان يطمح إليه، وهو محاكمة رموز النظام السوري أمام المحكمة الجنائية الدولية وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
معاذ مصطفى الجندي المجهول في ملف قيصر
نجح قيصر بعد جهد كبير وبدعم من معاذ مصطفى مدير فرقة الطوارئ السورية SETF، في الوصول إلى الكونغرس الأمريكي وتقديم شهادته حول المعتقلين في سجون نظام الأسد.
وكان لتلك الشهادات والوثائق التي قدمها قيصر الدور الأكبر في إقرار الولايات المتحدة الأمريكية لقانون حماية المدنيين في سوريا والذي حمل اسم قيصر، والذي يفرض عقوبات مشددة على نظام الأسد وداعميه.
شوهد مدير فرقة الطوارئ السورية SETF معاذ مصطفى إلى جانب “قيصر” في عدة جلسات للكونغرس سبقت استصدار القانون الشهير.
كما أن SETF ذاتها التي جلبت حفار القبور للإدلاء بشهاداته أمام المسؤولين الأميركيين لمحاصرة نظام الأسد والإطباق عليه وإثبات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظامه.
الجدير بالذكر أن فرقة الطوارئ السورية SETF قررت مؤخراً إنهاء عضويتها في تحالف المنظمات الأمريكية من أجل سوريا، بسبب ما تقول SETF إنه احتكار للقرار من قبل التحالف ونسب جهودها له ومحاولة تهميشها، كما حصل في الجهود التي بذلتها المنظمة لفك الحصار عن مخيم الركبان.