غلوبال جستس سيريا نيوز – حوارات – دالاس – خاص:
التقى موقع غلوبال جستس سيريا نيوز مريم كم ألماز ابنة المواطن السوري الأمريكي المعالج النفسي الدكتور مجد كم ألماز الذي قتل في سجون النظام السوري.
قالت مريم كم ألماز عن ظروف اعتقال والدها “والدي كان دخل إلى سوريا من لبنان قانونيا صباح يوم 15 من فبراير/ شباط عام 2017 بدون أي مشكلة، حتى أنه قبل أن يدخل تأكد من اسمه، اذا كان مطلوباً للمخابرات السورية أم لا، و لم يجد أي شيء ضدّه، فهو لا يزجّ نفسه في مواقف سياسية بشكل مباشر، نظراً لطبيعة عمله”.
وأضافت مريم في حديثها “وصل إلى دمشق وبات فيها ليلته الأولى ببيت الأهل في المزّة، وتواصل مع أمي لطمأنتها، وقضى ليلة أخرى بعدها، وخرج مع سائق كي يوصله إلى أحد الأطباء لعقد اجتماع معه متفق عليه مسبقاً، لكن تم إيقاف السيارة عند حاجز عسكريّ بالقرب من حي برزة ، وقام ضباط وعناصر الحاجز، باعتقال والدي من دون إبداء أي سبب، وهو الأمر الذي لم يتضح لنا حتى هذه اللحظة”.
وتابعت قولها “حاولنا كثيراً بشتى الطرق التواصل مع النظام، لكن مع ذلك لم نجد أي جواب، حتى السفيرة التشيكية إيفا فيليبي التي تولّت مهمّة الوساطة باسم الولايات المتحدة مع نظام الأسد لمعرفة أوضاع الأميركيين الغائبين في سجونه، كنّا على تواصل معها، لكن عندما ذهبت إلى سوريا لم تعد تجيبنا. فلجأنا إلى مختلف الأساليب، ومن بينها سعينا إلى العثور عليه، من خلال اللواء عباس ابراهيم، مدير عام الأمن العام اللبناني الذي طلبنا منه الاستفسار عن وضع الوالد حين ذهب إلى دمشق، وحين عاد أعطانا جواباً غريباً قال فيه إن أبي ذهب إلى منطقة معينة وقُتل فيها. عندها توقّع الجميع أن الوالد قد توفي بالفعل، وأن النظام يتستّر على الأمر، فقمنا بتوجيه رسائل شخصية من جدّتي (والدة أبي) ومن أخي، إلى بشار الاسد، طلبنا منه فيها إخراج الوالد وإعادته بالسلامة”.
صندوق أسود
وبيّنت مريم إن الحكومة الأمريكية كانت آنذاك تحاول معرفة مصير الأميركيين الذين كانوا محتجزين في سوريا، ومن بينهم والدها، وأضافت “أرسلت الحكومة الأميركية كاش باتيل نائب مساعد الرئيس ترامب وكبير مسؤولي مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، وروجر كارستينس المبعوث الخاص للرئيس لشؤون المخطوفين، إلى دمشق، ولم يحصلا على جواب من النظام. حتى رئيس النظام لم يجب على رسائلنا واستفساراتنا، وكلما كنا نحاول الحصول على معلومات عن أبي كنا نعود خائبين إلى الوضع ذاته الذي كان غامضا جداً وكما يقال (صندوق أسود) بالفعل”.
عندما كانت العائلة تجتمع مع الحكومة الامريكية، كانوا يقولون لأفرادها منذ العام 2020 “من المحتمل أن يكون مجد كم ألماز قد توفي بالفعل”، لكن مريم وأسرتها كانوا يرفضون الخبر. تقول “كنا نشعر أنه حي وموجود، وأن علينا أن نقوم بكل الجهود اللازمة لنعيدها إليا سالماً، لكن في آخر مرة ذهبتُ فيها إلى واشنطن وكانت في يوم 2 من الشهر الخامس، من هذا العام، اجتمعتُ مع ثمانية أشخاص من الحكومة الأمريكية، من المخابرات الخاصة ومن مجلس الأمن القومي البيت الأبيض ومن جهات مختلفة. شرحوا لي وقتها إن لديهم معلومات تجعلهم واثقين أنه توفي (بنسبة تسعين بالمئة)، وفي ذلك الوقت أتوا بموظفة لتكتب شهادة وفاة أمريكية، وطلبوا منا أن نستخرج شهادة وفاة سوررية، لكن في سوريا لا نستطيع الحصول على أي معلومات ولا حتى أي إثبات أن والدي قد توفي”.
قضية أميركية ضد الأسد
وختمت مريم كم ألماز حديثها بالقول “معاذ مصطفى ومنظمة فريق الطوارئ السوري SETF والسفير ستيفن راب يقومون بمساعدتنا الآن لننشئ قضية ضد نظام الأسد، كـ (قضية مدنية) وسوف ننتهي من إنجازها خلال الأسابيع القادمة واستكمال الملف، أما (القضية الجنائية) فستكون من طرف الحكومة الأميركية، وسيكون السفير راب جزءاً منها ليقدّم المعلومات الضرورية التي تبيّن أن ما حصل كان (جريمة – جُرم جنائي) تم ارتكابه بحق الوالد خلال فترة احتجازه لدى نظام الأسد والأجهزة السورية”.
وكان موقع “غلوبال جستس سيريا نيوز” قد كشف بالتزامن مع صحيفة نيويورك تايمز، السبت الماضي، عن جريمة جديدة وصفها بأنها تضاف إلى سجل نظام الأسد الإجرامي، تمثلت باغتيال مجد كم ألماز.
وانضمت منظمة غلوبال جستس الأميركية إلى الجهود الداعمة لقضية مجد كم ألماز، بالتعاون مع منظمة فريق الطوارئ السورية التي أعلنت وقوفها إلى جانب عائلته في هذا الوقت العصيب، وعملت عن قرب مع عائلة كم ألماز منذ اعتقاله للمطالبة بإطلاق سراحه وتحقيق العدالة، مؤكدة التزامها الثابت بالمطالبة بمحاسبة نظام الأسد عن هذا الفعل المشين وكل انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.