أعلنت عشرات المنظمات السوري عن إطلاق مبادرة مدنية بهدف حماية الفضاء المدني السوري وذلك في العاصمة الفرنسية باريس.
وبحسب بيان المنظمات فإن مؤتمر مدنیّة الافتتاحي ینطلق في باریس و الأحقیة السیاسیة للفضاء المدني السوري.
وسیجتمع یوم الثلاثاء ٦ حزیران ٢٠٢٣ ممثلون عن ١٥٠ من منظمات المجتمع المدني السوریة في معهد العالم العربي في باريس ، وذلك لإطلاق مبادرة مدنیة من خلال مؤتمرھا الافتتاحي.
وقال البيان إن “مدنیّة مبادرة سوریة مستقلة عن أي نفوذ سیاسي وأجنبي، تھدف إلى حمایة الفضاء المدني السوري وتعزیز فاعلیتھ في منصات صنع القرارالمختلفة. بعد ما یقارب عامین من التخطیط الدقیق من قبل مجلس إدارتھا التأسیسي”.
وأضاف البيان أنه “استقبلت مدنیّة منذ إطلاقھا رسمیاً بدایة عام ٢٠٢٣ مایزید عن ١٥٠ منظمة مجتمع مدني سوري ضمن فضائھا المدني الذي یمتد ضمن مناطق سوریا المختلفة والبلدان المجاورة والمھجر”.
وتھدف مدنیّة إلى عكس الدینامیكیات المؤثرة على مسارات الحل السیاسي في سوریا، من خلال حشد الفاعلین المدنیین السوریین حول مجموعة شاملة من القیم المبنیة على الحقوق للانتظام ضمن فضاء مدني موحد”.
وبحسب المنظمات فإنه تسعى مدنیة لتقدیم ھؤلاء الفاعلین كنظراء قادرین على لعبدور قیادي في صناعة القرارات المتعلقة ببلدھم بما یساھم بالوصول لبلد حر دیمقراطي ذو سیادة یحترم حقوق الإنسان ویساھم إیجابیاً ضمن المجتمع الدولي.
وبحسب البيان فإنه “تتجلى أھمیة ھذه الجھود بشكل خاص مع تزاید توجھات التطبیع مع نظام الأسد في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضربسوریا وتركیا”.
واعتبرت أن المطالبة بالأحقیة السیاسیة للفضاء المدني السوري تحت مظلة مدنیّة لا تعني ضمناً أیة رغبة في الحلول محل الأجسام السوریة المنخرطةفي العملیة السیاسیة وفق قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤، بل تأتي ضمن محاولات رفد جھودھا. ھذه الأحقیة السیاسیة متجذرة في ضرورةأن یكون للفاعلین المدنیین السوریین دور فعال في التأثیر على كافة مسارات العمل للوصول لحل سیاسي عادل ومبني على الحقوق وھذاحق مصان للسوریین وفق ذات قرار مجلس الأمن”.
وسیحضر المؤتمر إلى جانب ممثلي المؤسسات السوریة مجموعة من المبعوثین الخاصین لسوریا وقیادیین وصناع قرار سوریین ودولیین.
وأشارت أنه في الیوم السابق للمؤتمر (الإثنین ٥ حزیران ٢٠٢٣)، سیلتقي ممثلو المؤسسات السوریة تحت مظلة مدنیّة ضمن یوم عمل مغلق لنقاش أولویات وآلیات عملھم المشترك مستقبلاً.
ورحبت مدنیّة بجمیع الفاعلین المدنیین السوریین الذین یؤمنون بقیمھا، من مختلف القطاعات والمناطق الجغرافیة، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والتنظیمات المجتمعیة ومجموعات الضحایا والنقابات والاتحادات ومراكزالأبحاث ووسائل الإعلام، وفي وقت لاحق، الأفراد.
وتقول المدیرة التنفیذیة لمدنیّة سوسن أبو زین الدین، “إن أكثر من ١٥٠ مؤسسة مجتمع مدني سوریة من مختلف القطاعات والمناطق داخل سوریا وخارجھا ستلتقي ضمن المؤتمر لنقاش آلیات عملنا المشترك بما یضمن مشاركة فاعلة للفضاء المدني السوري في المساھمة بصیاغةمستقبل بلدنا بشكل سلمي ودیمقراطي.
وستسضیف المبعوثین الخاصین وصناع القرار الدولیین حول سوریا، لطرح منظورها والعمل على خلق شراكات حقیقیة قادرة على معالجة المسارات المختلفة بما یفضي إلى حل سیاسي قائم على الحقوق.”
ووفقاً للبيان “تأتي أھمیة مبادرة مدنیّة من حاجتنا نحن السوریون والسوریات المؤمنین بقیمھا لوجود كیان مستقل جامع یحمل صوتنا بصورة حقیقیةبعیداً عن الاعتبارات والأیدیولوجیات التي قد تؤثر بتوجھاتھ”.
وتحرص المنظمات ضمن مدنیة على بناء جسور التواصل مع كافة الجھات الفاعلة بالشأنالعام في سوریا والمؤمنة بقیمها لحشد كافة الفاعلین دون إقصاء وبما یتجاوز واقع الاستقطاب.
وأشار البيان أن “مدنیة ولیدة الكثیر من محاولات السوریین والسوریات لخلق منصة مستقلة ترفع صوت السوریین عالیاً فوق أجندة التیارات المتصارعة، أملاً ببناء آلیات تشبھنا وتعبر عن مكونات حراكنا المدني وصولاً لسوریا موحدة كما نحب.” إلھام عاشور، من مؤسسة سوریانا الأمل، إحدى المؤسسات العضوة في مدنیة”.