ملل الداعم أو إنهاك الداعم تعاني منه المجتمعات الخارحة عن سلطة الأسد في الشمال و يَتجلّى بإنخفاض تدريجي للتمويل الإنساني يظهر في إنخفاض دعم السلة الغذائية وتقديم الخدمات والرعاية الصحية والمشروعات التي تدعم تسهيل حياة النازحين الجديدة بعد أن خَفّت كثيراً الأخطار المُهدّدة للحياة بسبب جمود الجبهات وإنخفاض حدة القتال.
كتأمين مياه الشرب النظيقة وبعض مشروعات إنتاج الغذاء الخ…
إنّ سبب ملل الداعم هو طول فترة المأساة السورية التي قاربت عقد ونصف ، مع إنخفاض التمويل من المصدر حيث عانت الدول المانحة من أزمات إقتصادية أثّرت على وفرة التمويل ، كأزمة كوفيد ونفقات دعم أوكرانيا بوجه الغزو الروسي لأراضيها ، إضافةً للأزمات التي سببتها تلك الحرب على الصعيد الدولي مالياً وإقتصادياً ، إضافةً لبروز أوضاع إنسانية في دول عديدة تحتاج لتقديم الدعم الإنساني كالسودان مثلاً والحرب على غزة مُؤخّراً.
ولمواجهة حالة إنخفاض التمويل والتي من المُرجّح أن تتفاقم في قادم الأيام ولتأمين الحد الأدنى لمعيشة النازح ورعايته الصحية ريثما يتم حل سياسي ممكن إتخاذ إجراءات منها :
1- محاربة الفساد والهدر في داخل المنظمات نفسها والعمل على مأسستها للتخلص من ظاهرة منظمة الرجل الواحد الدكتاتور والذي أحياناً تُسمّى المنظمة بإسمه ( منظمة فلان او ابو فلان )…
2- نزع يد الفصائل المسلحة وكافة السلطات الأخرى عن فرض حصص عينية أو نسب مالية أو ضرائب أو ماشابه لتأمين كل المال للدعم الانساني للشرائح الضعيفة.
3- تعمل المنظمات التي يقوم عليها مغتربون سوريون بكل كفاءة منذ بداية الثورة وتُقدّم خدمات ممتازة في شتى المجالات ، ومن الممكن أن تتوسع بجمع التبرعات لمحاولة سد الثغرة التمويلية.
4- لايمكن أن تبقى كل الخدمات مجانية وللجميع من العمل الجراحي للتحاليل المخبرية والصور الشعاعية إلى الإقامة في المشافي إلى حبة الدواء..فلابد من فرض رسم مالي مقابل الخدمة تُفرض على القادرين على الدفع وفق معايير معينة يَتمّ قوننتها ، ويتم عمل بطاقة صحية للشريحة الضعيفة للإستفادة من الخدمة المجانية الكاملة.
د باسل معراوي